السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد:
قالوا عنه قلة فهم وعجز في فهم الأمور والمعلومات بمعناها الخام.قالوا عنه
إنعدام الذكاء وتصلب في الإنفتاح للوعي بما يجري.قالوا عنه مرض لو أصاب
صاحبه ما عاد لعقله نفع كيف ذلك وهو لا يستدرك ما يقال له ولا يفكر
بعقلانية.
قالوا إنه كثر من يتسمون به فأسموهم بالبلهاء وأسموهم بالأغبياء وأسموهم بالسفهاء.
هو إذن الغباء كما ترجمته الكتابات من قبل أن نعلم ما هو .قالوا ما قالوا عنه ولم يجادل أحد في ذلك شيئا لأنّ ما قيل عنه صحيح.
فكون الإنسان غبي أي أنه وبالرغم من أن له عقلا فلا يوظفه فيما هو صحيح.وربما قد يكون ذلك ما جاد به عقله عليه فيكون غبيا بالفطرة.
يبقى السؤال مطروحا ما السبيل الذي يخلّص هذا من يُنعت بالغبي للتخلص من
هذا الغباء .وهل يعد كل فعل يقوم به منسوبا للغباء كونه إكتسى حلة الغباوة.
هي أراء تتردد على من يظننوه غبيا ربما لم يوفي ما طلبوا أم كانت له ردة فعل عادية إنما لم ترضي الأطراف الأخرى.
قد يكون تعامل بمبدأ المحافظة والموضوعية ولم يجد سبيلا فيما قد يجول في خاطره.
قد وقد وقد إنما هل معناها غلطة بسيطة أو نظرة صائبة إنما لا تراعي غيرها تستحق أن يطلق هذا القلب على هذا الإنسان.
وهل يجوز أن لنا أن نفتري على إنسان بأنه غبي دون مراعات ما قد قلناه له
.بأنه عاجر عن الفهم وأنه مريض بعدم الذكاء وربما نقول له من خلف الستار
إنك أبله وأمي جاهل ليس لك علم ولا عقل ولا تستحق أن تتحدث إلينا.
هي تهمة ليس بالهيّنة أن تفتري على إنسان عاقل ربما علمك بعضا مما لم تعلم بأنه غبي .
حقا إنها لكلمة رغم صغرها إلا أنها تجرح ليس مشاعر ولا نفوسا إنما تجرح
حياتا فأن يتخيل الإنسان كونه غبيا مدى الحياة فما هدفه فيها. وأين مآله.
نسألكم أن تراجعوا أي كلمة قبل أن تحرروها من حناجركم فتجرحوا بها أفئدة غيركم.