الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أحياناً يتبادر
إلى ذهني أن بعض الناس إنما هم مسلمون نظرياً أي أنهم ينظرون إلى الإسلام
كما لو أنه انتماء عرقي لا تفكير في المساومة عليه مثل ما أن أحدنا لا يفكر
في تغيير قبيلته أو أمته لا إعجاباً بها إنما لأنه لا يمكن تغييرها لأنها
مثل الأب والأم هما قدر لا مجال للهروب منه . وقد ترى البعض وهو يَعُول
والديه لا اعترافاً بجميلهما أو ابتغاء الأجر إنما خوفاً من نظرة المجتمع
غير المتسامحة في ذلك ، وكذلك الأمر بالنسبة للدين فهو قد يؤدي بعض الشعائر
على سبيل العادة أو خوفاً من نظرة الناس إليه ، أما الآثام التي استشرت في
المجتمع وضعفت حساسية المجتمع تجاهها فهو ينغمس فيها إلى أعلى من رأسه ،
ليس لأن ابن آدم خطاء فقط بل لأنه { أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
} وحتى لا يصادم النصوص الشرعية فهو أما أن يؤولها أو يشكك في إسنادها أو
يعتبر أنه لا مفر من المعصية أو غير ذلك من المبررات التي يتخفى وراءها
متنصلاً من الدين وكثيراً ما تظهر على ألسنة هؤلاء زلات تبدي ما في نفوسهم
من نفور من الدين ، و يجد في مهاجمة المشائخ والمتدينين والاستهزاء بهم
متنفساً لما يضمره من تبرم من فرائض الشرع الحنيف ، وهذا أمر قد كشفه الله
تعالى في سورة التوبة إذ يقول سبحانه : { وَلَئِن
سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ
أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ 65 لاَ
تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن
طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ
66 }.
يا ناس ديننا لايحتاج إلى منافقين ولايريد منافقين ولا يفترض أن الأكثرية ستؤمن به {
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ
إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }116الأنعام .فانظر أيها المسلم في أمرك فقد تكون خارج هذا الدين وانت لاتدري لأنك تعتبر أفعالك على أشد الأحوال من الصغائر واللمم عَنْ أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " : إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم مِنْ الشعركنانعدهاعَلَى عهدرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مِنْ الموبقات " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ