السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلاله وعظمته وقدرته وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي أوجب الصيام في رمضان على عباده، والصلاة والسلام على من سن القيام في رمضان لأصحابه واتباعه..
شهر الخير والبركات..شهرالغفران...شهر تفتح فيه ابواب الجنان وتغلق فيه ابواب النيران..وترصد فيه شياطين الانس والجان..
فإني أحمد الله إليكم أن بلغنا رمضان لهذا العام،اللهم بلغنا اياه..
هل سألتم انفسكم ماذا اعددتم لهذا الشهر الفضيل؟؟
عندما تريدون السفر تعدون كل مايلزم له وتحرصوا كل الحرص على ان يكون على اكمل وجه...
فهل ستجعلون هذا الشهر الفضيل يمر كاي شهر من الشهور.؟؟
لالا ارجوكم فانتم لا تعلمون متى سينتهي اجلكم ؟ فان ادركتم هذا الشهر في هذا العام فهل ستدركونه في العام الذي بعده...؟
عندما ياتي لك ضيف غالي على قلبك وحاملا لك الكثير من الهدايا والخيرات الجميلة فكيف سيكون ترحيبك له؟؟
فانك ستستقبله استقبالا رائعا بالاكرام والتاهيل له..
وتقديم كل مايلزم ليكون سعيدا ومرتاحا استقبالك له سيكون على اكمل وجه..
فرمضان له مكانة في القلوب، كيف لا وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر كله هبات وعطايا ومنن من الحق سبحانه وتعالى،
فحال الكثير من الناس محزن ومؤلم ...
اتعلمون لماذا؟؟
فهم يترقبون ما يخبئ لهم رمضان من مسلسلات وافلام جديدة ومسابقات رمضانية وخيمات فنية..تلهيهم عن جوعهم وعطشهم..
صدقوني من الان يترصدون التلفاز ليتحضروا لبرامج رمضان..ويرصدون مواعيدها على ورق خوفا من ان يفوتهم مشاهدتها..
حتى انهم سيقومون بشراء تلفاز احتياطي خوفا بان ياتي مسلسلين في آن واحد فلا يستطيعون مشاهدته...
كيف لهم ان يفوتوا فرصة مشاهدة جميع المسلسلات المحببه اليهم..
ومن الان سيهبون الى المحلات التموينية لشراء كل مايلزم لتخزينها في مطابخهم ومخازنهم تحضيرا لرمضان حتى تنعم كروشهم بالاطعمة والحلويات اللذيذة والفاخرة..
كأن رمضان خلق للبطون لتملأها...
حتى ان هناك اناس يتلذذون بالنوم في هذا الشهر عن غيره من الشهور..
يقضون معظم وقتهم نائمين الى ان يأتي موعد الافطار.حتى لا يرهقهم جوعهم وعطشهم
لا حول ولا قوة الا بالله
فهل رمضان صوم عن الطعام والشراب فقط؟؟؟
فاين قرأننا منا..
ودعاءنا وصلاتنا وقيامنا..
وزكاتنا..
وصلة ارحامنا..
اصحوا من غفلتكم ايها الغافلون عن ذكر الله وعبادته...
متى سيأتي يوم تدركون ان تلك الدنيا التي تعيشون عليها زائلة ولا تسوى جناح بعوضة...؟؟
عندها لا ينفع الندم ولا يفيد..
ادركوها قبل فوت الاوان ..
اغتنموا هذا الشهر بالطاعات وكسب المغفرة من الله..
واجباتنا في شهر رمضان
1- أن ندرك أن الله أراد أن يمتحن إيماننا به سبحانه، ليعلم الصادق في الصيام من غير الصادق، فالله هو المطلع على ما تكنه الضمائر.
2- أن نصومه بنية فإنه لا أجر لمن صامه بلا نية.
3- أن لا نقطع يومنا الطويل في النوم.
4- أن نكثر فيه من قراءة القرآن الكريم.
5- أن نجدد التوبة مع الخالق سبحانه وتعالى.
6- أن لا نعمر لياليه بالسهر والسمر الذي لا فائدة منه.
7- أن نكثر فيه من الدعاء والإستغفار والتضرع إلى الله سبحانه.
8- أن نحافظ على الصلوات الخمس جماعة في بيوت الله تعالى.
9- أن تصوم وتمسك جميع الجوارح عما حرم الله عز وجل.
هذا- عباد الله- شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، شهر القرب من الجنان والبعد عن النيران، فيا من ضيع عمره في غير الطاعة، يا من فرط في شهره، بل في دهره وأضاعه، يا من بضاعته التسويف والتفريط، وبئست البضاعة، يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، قل لي بربك كيف ترجو النجاة بمن جعلته خصمك وضدك، فرب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر والتعب، فكل قيام لا ينهي عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بعد، وكل صيام لا يصان عن الحرام لا يورث صاحبه إلا مقتاً ورداً.
يا قوم.. أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة، وإذا تليت عليهم آيات الله جلت قلوبهم جلوة، وإذا صاموا صامت منهم الألسن والأسماع والأبصار، أفما لنا فيهم أسوة؟ فنشكوا إلى الله أحوالنا، فرحماك ربنا أعمالنا، فلا إله إلا الله كم ضيعنا من أعمارنا،
هل ستجعلون الشياطين ترتاح وتسعد وهي مرصودة ؟؟ ام ستجعلونها تحترق من الغيظ والحرمان من وسوستها لكم..؟؟
احرقوها كما حرقتكم بمعاصيكم وذنوبكم..اغلبوها ولا تجعلوها تتغلب عليكم حتى وهي مرصدة ومقيدة..
" شهر رمضان الذي انزل فيه القرأن هدى للناس وبينت من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فاليصمه "
ما اجملك يا رمضان وما اجملنا ونحن فيك نتعبد الله بكامل جوارحنا..
اللهم بلغنا رمضان ...اللهم بلغنا رمضان..
فالله الله أيها المسلمون بالتوبة النصوح والرجوع الحق الى الله تعالى، فرمضان فرصة لأهل (الدخان) ليبرهن لهم بالدليل القاطع أنهم يستطيعون تركه، ولكنهم إتبعوا الشيطان، وإلا فكيف بمن يصبر عن الدخان أكثر من خمس عشرة ساعة متواصلة، ألا يمكن لهذا أن يقلع عن هذا الأمر المحرم شرعاً، بلى والله، ولكنه الهوى والشهوات، فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
اللهم اعنا على طاعتك وحسن عبادتك واجعل هذا الشهر الكريم غافرا لذنوبنا وعاتقا لنا من النار.
تقبلوا احترامي وتقديري
لا تنسونا من صالح دعاؤكم في ظهر الغيب ..الغيب ...