من قصائد المبدع فاروق جويدة
لن أقبلَ صمتَكَ بعد اليومْ
لن أقبل صمتي
عمري قد ضاع على قدميكْ
أتأمّل فيكَ.. وأسمع منكْ..
ولا تنطقْ..
أطلالي تصرخُ بين يديكْ
حَرّكْ شفتيكْ..
اِنطِقْ كي أنطقْ..
اصرخْ كي أصرخْ..
ما زال لساني مصلوباً بين الكلماتْ
عارٌ أن تحيا مسجوناً فوق الطرقاتْ
عارٌ أن تبقى تمثالاً
وصخوراً تحكي ما قد فاتْ
عبدوكَ زماناً واتّحدتْ فيكَ الصلواتْ
وغدوتَ مزاراً للدنيا
خبّرني ماذا قد يحكي، صمتُ الأمواتْ!
ماذا في رأسكَ.. خبّرني !
أزمانٌ عبرتْ..
وملوكٌ سجدتْ..
وعروشٌ سقطتْ
وأنا مسجونٌ في صمتكْ
أطلالُ العمرِ على وجهي
نفسُ الأطلالِ على وجهكْ
الكونُ تشكّلَ من زمنٍ
في الدنيا موتى.. أو أحياءْ
لكنكَ شيءٌ أجهلهُ
لا حيٌّ أنتَ.. ولا مَيّتْ
وكلانا في الصمتِ سواءْ.
****
أَعْلنْ عصيانَكَ.. لم أعرف لغةَ العصيانْ..
فأنا إنسان يهزمني قهرُ الإنسانْ..
وأراكَ الحاضرَ والماضي
وأراكَ الكُفرَ مع الإيمانْ
أَهربُ فأراكَ على وجهي
وأراكَ القيدَ يمزّقني..
وأراكَ القاضيَ.. والسجّانْ!.
****
اِنطقْ كي أنطقْ
أصحيحٌ أنكَ في يومٍ طفتَ الآفاقْ
وأخذتَ تدور على الدنيا
وأخذتَ تغوصُ مع الأعماقْ
تبحث عن سرّ الأرضِ..
وسرِّ الخلقِ.. وسرّ الحبِّ
وسرِّ الدمعِة والأشواقْ
وعرفتَ السرَّ ولم تنطقْ؟
****
ماذا في قلبكَ؟ خبّرني!..
ماذا أخفيتْ؟
هل كنتَ مليكاً وطغيتْ..
هل كنتَ تقيّاً وعصيتْ
رجموكَ جهاراً
صلبوكَ لتبقى تذكاراً
قل لي من أنتْ؟
دعني كي أدخلَ في رأسكْ
ويلي من صمتي!.. من صمتكْ!
سأحطِّمُ رأسكَ كي تنطقْ..
سأهشّمُ صمتَكَ كي أنطقْ!..
****
أحجارُكَ صوتٌ يتوارى
يتساقطُ مني في الأعماقْ
والدمعةُ في قلبي نارٌ
تشتعل حريقاً في الأحداقْ
رجلُ البوليسِ يقيُّدني..
والناسُ تصيحْ:
هذا المجنونْ..
حطَّمَ تمثالَ أبي الهولْ
لم أنطق شيئاً بالمرّه
ماذا.. سأقولْ؟.
ماذا سأقولْ !