في رحاب المعرفة

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة

يرجى التكرم بتعريف نفسك إلينا بالدخول الى المنتدى اذا كنت عضوا

أو بالتسجيل معنا إن كنت ترغب بالإنضمام الى أسرة المنتدى

التسجيل سهل للغاية وذلك بخطوة واحدة

وتذكر أن باب نيل الإشراف مفتوح للجميع

لكل من يريد ذلك

شكرا

إدارة المنتدى
في رحاب المعرفة

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة

يرجى التكرم بتعريف نفسك إلينا بالدخول الى المنتدى اذا كنت عضوا

أو بالتسجيل معنا إن كنت ترغب بالإنضمام الى أسرة المنتدى

التسجيل سهل للغاية وذلك بخطوة واحدة

وتذكر أن باب نيل الإشراف مفتوح للجميع

لكل من يريد ذلك

شكرا

إدارة المنتدى
في رحاب المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 دموع بأثر رجعي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدو 91
مدير المنتدى
مدير المنتدى
عبدو 91

الجنس : ذكر
المساهمات : 14281
العمر : 33
العمل/الترفيه : ماستر نقد أدبي
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 04/12/2008
دموع بأثر رجعي Vb10

دموع بأثر رجعي Empty
مُساهمةموضوع: دموع بأثر رجعي   دموع بأثر رجعي I_icon_minitimeالخميس يونيو 17 2010, 11:43



دموع بأثر رجعي

عادل مناع



أسرة صغيرة مكونة من أبوين وطفلين: أحمد ذي التسعة أعوام،
وصلاح الذي أشرف
على عامه السابع، الجميع
ينتظر حدثًا هامًا، فالأم قد أوشكت على وضع مولودها
الثالث، والأبوان يأملان في أن يكون أنثى.
صلاح الصغير: أبي، أريد دراجة.
الوالد: سأشتريها لك عندما تأتي أختك ريم.
البيت تسود أجواءه البهجة والسرور بحلول ريم، والأب يكاد
يطير من فرحته
بالصغيرة، وعلى الفور
توجه لكي يفي بوعده الذي قطعه على نفسه أمام صلاح،
وبالفعل قد اشترى له على الفور دراجة.
صلاح يلعب بدراجته الجديدة في فناء البيت، وعيون صغيرة
ترقبه من الشرفة،
إنه أحمد الذي كانت نفسه
تتوق إلى أن يصير لديه مثلها، أو على الأقل يلهو بها
مع أخيه.
لم يكن يعرف حينذاك لم لا يطلب من والده مثلما طلب أخوه،
برغم أن أباه لم
يكن بالرجل القاسي.
إنه يحب والديه، ويلتمس أن يكون مقربًا لديهما، كان يرى
الضحكات تنبعث
منهما لتصرفات صلاح خفيف
الظل والذي كان فاكهة الأسرة، أحيانًا كان يحاول أحمد
أن يبدو مرحًا كأخيه، لكنه لم يكن يرى
استجابة مرضية
.
صلاح: أبي، لقد نسيت أن تعطيني مصروف اليوم.
الوالد بعد ضحكة عالية: أعتذر لك يا أستاذ صلاح، وخذ هذا
مصروفك، وأنت
أيضًا يا أحمد هذا مصروفك.
أحمد بسرعة: لا يا والدي، أنا لن آخذ منك مصروفًا بعد
اليوم، يكفي أنك
تنفق علي، وترعاني، أنا لا
أريد مصروفي
.
الوالد: أعرف أنك قنوع يا ولدي، ولكن لابد وأن تأخذ مصروفك.
أحمد: أبي، أرجوك، أنا لا أريد مصروفي، ماذا سأفعل به وأنت
لا تحرمني من
شيء.
الوالد: ما شاء الله، عهدتك دائمًا حكيمًا يا أحمد رغم صغر
سنك
.
وبعد أن قالها الوالد، شعر أحمد بشيء من الرضا إثر هذه
الكلمة
.
ها هو أحمد يدفع الدراجة بأخيه كمشاركة له في اللعب والمرح،
وكأنه يشبع
قدرًا يسيرًا من رغبته في أن
يستقلها، وكان صلاح الصغير يرفض أن يمنحها أخاه
لبعض الوقت، وفي الوقت ذاته لم يكن أحمد يطلب
من والديه مجرد السماح له بأن
يشارك أخاه في اللهو
بالدراجة، لماذا؟ لم يكن حقًا ليدري
.
كم تهفو نفسه لأن يأخذها على حين غفلة من أخيه، ظل يقاوم
تلك الرغبة حتى
غلبته، فأخذها يلعب بها،
وانتابته فرحة عارمة لم يشعر بمثلها قط، إلى أن رآه أخوه
الذي ظل يصرخ ويمرغ جسده في التراب.
فخرج الوالدان على صراخه، وأما أحمد فقد نزل من على
الدراجة، وهو يرقب في
خوف مجهول السبب إلى
والديه وهما يقيمان أخاه من على الأرض، وينظفان ثيابه
.
ويأخذ الوالد الدراجة يسكت بها صراخ صلاح، معاتبًا أحمد
برفق: أحمد أنت
الكبير، لا تدع أخاك يصرخ
هكذا، هو الصغير، دع له دراجته
.

وبعد ربع قرن مضى من الزمان:
الزوجة الشابة تخرج إلى الشرفة، لتتأمل ذلك الزوج الذي شرد
ببصره في
الأفق، وقد تحدرت دمعة ساخنة على
وجنته
.
أحمد، قالتها في لهفة وشفقة، فانتشلته بهذه الكلمة من
شروده، فانتبه إلى
دموعه فجعل يجففها على عجل،
وهو يجيبها: نعم سلوى، ماذا بك
.
سلوى: ماذا بك أنت؟ صمتت برهة، ثم وضعت يدها بحنان على كتفه
قائلة: أما
زالت تلك الذكرى تستولي على
تفكيرك وكيانك؟

أحمد: لا أدري يا سلوى، لقد مكثت أعوامًا طويلة، ولا أكاد
أفكر فيها، لا
أدري لم عاودتني، إنها لم
تكن تخطر ببالي في طفولتي، فكيف تعود بعد مرور
السنين؟!
إن أبواي كانا يحملان في قلبيهما الحب لي، أنا على يقين من
ذلك، لم أر
منهما قسوة، أشعر بأني أغدر
بهما إذ ينتابني الحزن من مواقف تبدو من زاوية العقل
تفاهات.
أنا جد حزين لهما، أشعر أن حزني من تلك المواقف يحمل بين
طياته التحامل
والإجحاف، ولكن لست
أدري لم تلاحقني هذه الذكرى، وقد صرت في هذا السن؟
!
سلوى: أتعرف، لقد أدركت أخيرًا لم هذا القدر المبالغ فيه من
حرصك على
العدل بين ابنتيك، أرى أنك تفر
من تلك الذكرى، وتحذر من إلحاق أي أذى نفسي بهما من
جراء آثار الماضي.
ثم تابعت: أحمد، أرى أن تذهب لعيادة الطبيب النفسي.

وفي عيادة الطبيب النفسي:
استمع الطبيب لأحمد الذي جلس باسترخاء على الأريكة إلى أن
أتم حديثه
.
الطبيب: الأمر واضح، أحمد الصغير ما زال يصرخ مطالبًا بحقه.
أحمد معترضًا: لا يا دكتور، أنا لم أكن لأفكر في هذا الأمر
أيام الطفولة
إلا نادرًا، أليس في هذا
دليلًا على أن الأمر لم يترك أثره بنفسي؟

الطبيب: إنك لم تنس هذه الذكريات، كل ما هنالك أن عقلك
الباطن قد اختزنها،
ودبت فيها الحياة مرة أخرى
نتيجة عوامل معينة، حتمًا سنقف عليها من خلال
لقاءاتنا.
أحمد: يا دكتور أنا كنت أحبهما وعلى يقين من محبتهما، لست
في شك من ذلك،
فقط ضعف ثقافتهما التربوية
جعلها لا يلتفتان بوعي إلى ذلك الخلل البسيط في
تصرفاتهما.
الطبيب: أنت الآن تراه بسيطًا، لأنك تنظر إلى الماضي بعقلية
الرجل الناضج
العاقل، لكن أحمد
الصغير لا يراه كذلك، هو يرى أنه قد ظُلم واختزلت حقوقه،
وهذا ما يجب أن تعترف به، و..
قاطعه احمد: لا يا دكتور هذا ظلم لهما، إن أبواي صالحان،
إنهما
...
قاطعه الطبيب هذه المرة: أحمد، ينبغي أن تفصل بين الأمرين،
ليس في اعترافك
بقصورهما
التربوي أدنى إساءة، وليس فيه قدح في محبتهما إياك
.
تابع الطبيب: إنك لم تكن تأخذ مصروفك عن زهد فيه وعدم تطلع
إليه، أنت سعيت
لأن تلفت أنظارهما إليك،
أن تحظى لديهما بخصوصية معينة، لأنك تشعر في أعماقك
بنقص وحرمان مما كان أخوك يتمتع به لديهما،
وذلك هو ما حملك أيضًا على أن تكبت
رغبتك في أن يشتري لك أبوك
دراجة كأخيك، لقد أردت أن تحظى لديهما بمكانة، فقتلت
رغبة طفولية لتواجه بها الخلل التربوي لدى
أبويك في التفريق في المعاملة بينك
وبين أخيك.
صلاح كان خفيف الظل كثيرًا ما يضحكهما ويدخل عليهما السرور،
وهو ما كنت
تراه ينقصك، وعمَّق لديك
هذه المشاعر أن كنت ترى محاولاتك تبوء بالفشل في
إضحاكهما والشهادة لك بخفة الظل.
سالت دموع غزيرة على خدي أحمد، والطبيب يستطرد:
لابد من مصالحة ذلك الطفل أحمد، سنعتذر له، ونسكن أنينه،
سنعترف بأنه لم
يأخذ حقه، وبعدها نصالحه
ليعفو ويصفح، لأنه طيب متسامح. وهذا ما سيتم من خلال
لقاءاتي بك إن شاء الله تعالى، ولكن أبشر،
فالأمر ليس بعسير وفق ما نعلمه
من شرع الله ووفق دراسات
علم النفس
.
توجه أحمد بالشكر إلى الطبيب وانصرف شاعرًا بالرضى يتخلل
كيانه كله، لقد
فهم، فكانت المعرفة والفهم
بداية علاجه والجزء الأهم فيه، لكنه قد ازداد عزمًا
على شيء واحد لم يعد يرى غيره: أن يرى دنيا
ابنتيه بعيونهما لا بعينيه
.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com
الحبيب غريسي
عضو مـلــكــي
عضو مـلــكــي
الحبيب غريسي

الجنس : ذكر
المساهمات : 10498
العمر : 42
العمل/الترفيه : معلم
المزاج : كن جميلا ترى الوجود جميلا
تاريخ التسجيل : 18/09/2009
دموع بأثر رجعي Ouuoou10

دموع بأثر رجعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع بأثر رجعي   دموع بأثر رجعي I_icon_minitimeالخميس يونيو 17 2010, 12:01

يااااااااااااااااااااه


كلمات رائعة جدا

مشكووووووووووووور أخي الفاضل عبدو

ننتظر جديدك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com/forum.htm
عبدو 91
مدير المنتدى
مدير المنتدى
عبدو 91

الجنس : ذكر
المساهمات : 14281
العمر : 33
العمل/الترفيه : ماستر نقد أدبي
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 04/12/2008
دموع بأثر رجعي Vb10

دموع بأثر رجعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع بأثر رجعي   دموع بأثر رجعي I_icon_minitimeالجمعة يونيو 18 2010, 00:59

شكرا على المرور الجميل أخي الحبيب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com
ilyes
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ilyes

الجنس : ذكر
المساهمات : 28233
العمر : 34
العمل/الترفيه : ليسانس تربية بدنية ورياضية
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
دموع بأثر رجعي Ouooo-10

دموع بأثر رجعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع بأثر رجعي   دموع بأثر رجعي I_icon_minitimeالجمعة يونيو 18 2010, 08:59

روعة اخ عبدو
مميز دائم بمواضيعك
انت جد مشكوووووووووووور على القصة المميزة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com
عبدو 91
مدير المنتدى
مدير المنتدى
عبدو 91

الجنس : ذكر
المساهمات : 14281
العمر : 33
العمل/الترفيه : ماستر نقد أدبي
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 04/12/2008
دموع بأثر رجعي Vb10

دموع بأثر رجعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دموع بأثر رجعي   دموع بأثر رجعي I_icon_minitimeالسبت يونيو 19 2010, 18:23



شكرا على
الرد والمرور الجميل إخوتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com
 

دموع بأثر رجعي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
في رحاب المعرفة :: الآداب :: القصص والروايات-
انتقل الى: