دَعْ عنكَ سؤل الناسِ فهو مذلـــــةٌ.

لا تشكُوَنَّ لغير ربِّك فاقَـــــــــــــةً....لا ترجُوَنَّ وتسألنَّ سِــــــــــــواهُ
وَ ذَرِ الشِكاية للعبيد فإنّــــــــــــــَهُ....عزُّ النفوس أيا أخي تأبـــــــــــاهُ
لِمَ تشتكي جُلَّ الهمومِ لغيـــــــرِهِ....أوجدتَ عزّاً أو غِنىً أو جــــاهُ؟!!!
دَعْ عنكَ سؤل الناسِ فهو مذلـــــةٌ....والجأ لِمن لا نرتجــــي إلا هُـــوْ
وَسَلِ الذي هو كاشفٌ لبلائنــــــــا....وادعوه فرداً قل له: ربـــــــــــاهُ
مَرِّغ لهُ وجه التذلُّلِ ساجـــــــــــداً....واسألهُ رفع الضرِّ معَ تقـــــــواهُ
واسألهُ مغفرة الذنوب جميعُهــــــا....والتوبَ واطلُب صفحَهُ ورضـاهُ
قُل يا منَجِّي يونساً من غَمِّـــــــــهِ....في بطن حوتٍ حينما نـــــــــاداهُ
ووعدتَ من يدعو بمثلِ دعائـــــهِ....أن تُنجهِ من كلِّ ما أعْيــَـــــــــاهُ
قل يا كريمُ أجب دعائي عاجــــلاً....فَرِّجْ بلاءً، نفسي لا تقــــــــــواهُ
واطرح همومك كلها وقتَ الدُجى....وارفع يديك ونــــادِ يـــــــــا اللهُ
إن الرحيمَ بكل ليلٍ نـــــــــــــازلٌ....فيجـيب من قد طالَ في شكـــواهُ
وينادِ هل من تائبٍ أو سائــــــــلاً....ويغيثُ من يدعو بسيل عطـــــاهُ
بصفاتهِ العليا توسلْ خاشعـــــــــاً....وبكلِّ إسمٍ نفسهُ سمّــــــــــــــــَاهُ
واسكب دموعك خاضعاً متباكيــاً....الله يـــــــــــا الله يــــــــــــــا اللهُ
وألِحَّ في طلب الدعاءِ ولا تَمَـــــلْ....وأَدِمْ أخي قرعاً لبابِ سَمَـــــــاهُ
ثم انتظر فيض الكريمِ وجــــــوده....سبحانهُ قد جلَّ في عليـــــــــــاهُ
واحمده في وقت الدعاء وغيـــرهِ....واشكر لهُ دوماً على نَعمــــــــاهُ
أهل الثنا والمجد يا سبحانــــــــــهُ....أهل التفضل جلَّ من نخشــــــاهُ
وتزوَّدِ التقوى فإنك راحــــــــــــل....فَلَنِعمَ زادٌ في الرحيلِ نـــــــراهُ
احفظ كتاب الرب واتلو آيــــــــــهُ....فبنورهِ يجد السقيـــــــــــمُ دواهُ
وبهديـهِ أحيـــــــا قلوبـــــــاً ميتــةً....فَلَكَمْ ضميراً ميِّتاً أحـيـــــــــــاهُ
واصبر أخي صبراً جميلاً وابتغي....بالصبر أجراً لا يُعدُّ جـــــــزاهُ
وَلْتَسْتَعِنْ بعمود دينك إنهــــــــــــا....خير لمن قد إشترى أخـــــــراهُ
فبهــا ستلقـــــى لــــذةً وحـــــلاوةً....وسعادة عظمى ونورَ هــــــداهُ
وختامُ قولي في قصيدي مــِسْـكَــهُ....أمراً من الرحمن جلَّ عُـــــلاهُ
فصلاتُنا وسلامَنا دوما علـــــــــى....من ضَمَّهُ جبريلْ حين لقــــــاهُ