جلستُ أتأملُ روعة هذا الكون ,,
فالشمس تشرقُ لتُعلن بداية اليوم , ثم تأفُلُ غاربة لتُعلن نهايته ,,
فيحلُّ القمر ضيفاً في صفحة الفضاء , كماسةٍ ثمينة بين أكوام الزجاج
المتناثر...
إنها لوحة رائعة للبدر يتوسط نجوم السماء ,
ثم تعود شمس الوجود للظهور من جديد , لترمي بأشعتها الذهبية فيُضي سناءها
أرجاء الكون ..
وتغدو الطيور من أعشاشها محلِّقة عبر الأجواء ..
وكأنها تحتفل بميلادِ يومٍ جديد ..
كل مافي الكون رائع ,,
مزون السماء , موج البحر ,, عبير الورد ,, وأريج الزهور .......
ولكن !!
لا شئ بجانب روعتكِ ..
نعم , فسحر عيناكِ أبهى من ضياء الشمس ,
وبسمة ثغركِ أروع من نور القمر ..
أنتِ وحدكِ يا صاحبة الروعة الكاملة ..
لكِ تقديري وكل احترامي ..
نعم..
أنتِ يا أماه ..
يا فجري المشرق وأمسي وغدي ..
يا منَّةً من لدن رحمن رحيم ..
يا دفء الحياة..
لكم أشتاق لحضنكِ الدافئ ..
أرتمي بين ذراعيكِ
كالطفلة التي كبرت بينهما..
أحبكِ حين كنتِ ترقبين خطواتي الأولى في هذه الحياة , وبكل حماس ..
وحينما أقع أرى يديكِ تنسابان بخفة لتحملينني ..
أريدكِ دائماً أن ترقبيني ,, وأن ترقبي خطواتي في هذه الحياة ..
أكون في قمة السعد , حينما تشملني دعواتكِ ,
أشعرُ أني ملكة تملك هذا العالم ..
حقاً أريد أن أُقبِّل الثرى الذي وطأته قدماكِ ..
أنتِ الباب الذي أطرقه ليبلغني جنانُ ربي ..
أماه..
مهما شغلتني الحياة ,
ومهما أَجلبَت عليَّ بمباهجها ,,
ومهما تقادم العمر,
ودارت الأيام ..
تبقين أنتِ العالم الذي أحياه,,
ربما أُمثِّلُ شيئاً في دنياكِ ولكنكِ تمثلين الدنيا التي أحيا ..
لكِ مني كل التبجيل
بحجم روعتكِ ..
يا شمعةً ذبُلت لتنير حياتي ,
همسةُ تركتها عبر الأثير ..
أحبكِ فمزون البحر ... هي فيض من يُمناكِ ..
إلى كل من يبحثُ عن أروع ما في الحياة ,,
لا تتعب كثيراً ..
فقط التفت قليلاً وراءكَ , فالروعة قريبة منك ,
إنها تلكم الشموع التي ذبُلت لنكون من نكون ..