قصار القامة معرضون للاصابة بامراض القلب
تعددت الدراسات التي تؤكد أن طول الإنسان يلعب دوراً هاماً في درجة سعادته فى الحياه وحمايته من الأمراض سواء كان رجل أو امرأة، وفي المقابل كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص قصار القامة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، مشيرة إلى أن الرجال دون الـ165.4 سنتمتراً والنساء دون الـ153 سنتمتراً أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية.
وحلل الباحثون بيانات تعود إلى أكثر من 3 مليون شخص وظهر أن الراشدين من قصار القامة هم عرضة أكثر بـ1.5 مرات من غيرهم للإصابة بأمراض القلب والموت نتيجتها مقارنة بالراشدين الأكثر طولاً.
وأفادت الدراسة اتي أعدها باحثون فنلنديون ونشرت في دورية “القلب الأوروبية” أن قصار القامة قد يعانون من أوعية دموية أصغر تنسدّ بسهولة أكبر، مشيرين إلى أن سوء التغذية في الطفولة قد يساهم في الحدّ من النموّ، طبقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وشمل البحث مراجعة 52 دراسة سابقة، وقد وجد الباحثون من جامعة “تامبير” رابطاً قوياً بين الطول وخطر الإصابة بأمراض القلب، غير أنهم لم يوضحوا السبب.
ومن جهتها، دعت تولا باجانين المعدة الرئيسية للدراسة قصار القمة إلى عدم الذعر من النتائج التي توصلت لها وقالت “إن الطول هو عامل واحد قد يساهم في خطر الإصابة بأمراض القلب، وفيما الناس غير قادرين على التحكم بطولهم إلا أنهم قادرون على التحكم بوزنهم، بالإضافة إلى أسلوب حياتهم مثل التدخين وشرب الكحول والتمارين الرياضية، وكل هذه معاً تؤثر على خطر إصابتهم بمرض القلب”.
وتابعت “بما أن معدل طول السكان يرتفع باستمرار، قد يكون لذلك أثر مفيد لحالات الوفاة والأمراض الناتجة عن المشاكل في القلب”.
وأكد الطبيب جاكو تيوميليتو من جامعة هلسنكي قصار القامة إلى الاستفادة من الدراسة لإدراك الخطر المعرضين له، فيما دعت الممرضة التي تعنى بأمراض القلب في جمعية القلب البريطانية، فوتيني روزاكيس إلى إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة سبب هذه الظاهرة.
الرجل القصير أكثر غيرة
كما أكدت دراسة أخرى أن الرجل قصير القامة يعاني أكثر من الغيرة مقارنة بطويل القامة.
وأشارت الدراسة إلى أن الرجل طويل القامة هو الأكثر استرخاءاً والأقل غيرة, حيث يرتبط طول القامة بالجاذبية والحضور الطاغي وأيضاً الخصوبة.
وأوضح الباحثون أن طول القامة هو أول ما يلاحظ عند الرجال ولذلك فهو مرتبط بالمكانة، مؤكدين أن الرجال الأطول قامة ربما يتمتعون بمزايا سيكولوجية, إلا أنهم يروا أن هناك عوامل أخري مثيرة للشعور بالغيرة.
ومن جهة أخري, تشير الأبحاث إلى أن غيرة المرأة سببها بالطبع جمال المرأة المنافسة, وأن النساء قصار وطوال القامة هن الأشد غيرة مقارنة بالمعتدلات القامة.
وفيما يعد أول إثبات علمي مباشر على أن طول الأنثى يؤثر على الانطباع المأخوذ عن طبيعتها وشخصيتها، أكد العلماء بكلية لندن الجامعية أن السيدات الأقصر صاحبات الحجم الصغير والمتوسط أكثر جاذبية وذكاء وصحة وخصوبة من السيدات الأطول.
وتدعم هذه الدراسة الدراسات السابقة التى تفيد بأن القامة القصيرة ترتبط بالحياة والخصوبة، بينما القامة الطويلة ترتبط بالقوة والسيطرة.
يذكر أن الغالبية من الرجال يجدون المرأة الطويلة أكثر ذكاءً واستقلالية، في حين تكون المرأة قصيرة القامة في نظرهم، أكثر هدوءاً وحذراً وعطاء وتقديراً لمشاعر الآخرين وأكثر اهتماماً بالأطفال والمنزل.
أصحاب الأذرع القصيرة عرضة للأمراض
كما توصل باحثون أمريكيون إلى أن الأذرع والسيقان القصيرة ربما تزيد احتمالات الإصابة بمشاكل فى الذاكرة فى مراحل لاحقة من العمر.
وأشارت الدراسة إلى أن النساء صاحبات أقصر امتداد للذراع هن أكثر عرضة بنسبة 50 فى المئة للإصابة بمرض العته ومرض الزهايمر مقارنة بالنساء ذوات الأذرع الطويلة، كما أظهرت الدراسة أنه كلما زاد طول ساق المرأة من الأرض حتى الركبة كلما قلت مخاطر إصابتها بالعته، أما عند الرجال أظهرت الدراسة أن الذراع القصيرة فقط مرتبطة باحتمالات أكبر للإصابة بالعته.
وأوضح الباحثون أن البيئة فى المراحل الأولى من العمر لها دور فى احتمالات الاصابة بأمراض مزمنة فى المراحل اللاحقة، وقد تكون الاطراف القصيرة مؤشر إلى عيوب فى التغذية فى المراحل الأولى من العمر تؤثر فى نهاية المطاف على نمو المخ.
ومن جانبها، أوضحت تينا هوانج الباحثة بجامعة تافتس فى بوسطن ورئيسة فريق البحث، أن مقاييس جسمانية مثل ارتفاع الركبة وامتداد الذراع تستخدم فى الغالب كمؤشرات بيولوجية إلى عيوب فى المراحل الأولى من العمر مثل نقص فى العناصر الغذائية، مؤكدة أن هناك ارتباطاً بين قصر طول الركبة وامتداد الذراع وبين زيادة خطر الإصابة بالعته.
كما ذكرت دراسة علمية أن أصحاب عظام الفخذ القصير أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بداء السكري، و فسر الأطباء هذه العلاقة الغريبة بين داء السكري والأفخاذ بالقول أن هناك عوامل تؤثر في تطور عظم فخذ الجنين، وهو في رحم أمه، وتسبب في ذات الوقت بتقلص تحمل الجلوكوز، وتقود هذه الحالة مستقبلاً إلى تعرض الطفل إلى داء السكري.
وأثبتت التحليلات الدقيقة أن النساء البيضاوات والقصيرات السيقان أكثر عرضة من السمراوات وغيرهن لداء السكري.
وأوضح الباحثون أن النساء اللاتي يتمتعن بأرجل قصيرة يكن أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض الكبد.
وأشار باحثون من جامعة بريستول، إلى أن الدراسة التي أجريت على 4300 إمرأة تتراوح أعمارهن بين 60 و79 عاماً، وذلك من خلال قياس طول السيقان والقامة، وقاموا بأخذ عينات دم من النساء لقياس 4 أنزيمات هي “اي ال تي”، “جي جي تي”، “اي ال بي” ، “اي اي تي”، وقد وجد أنه كلما طالت الساقان انخفضت معدلات 3 من هذه الأنزيمات.
وأضافت الدراسة أن النساء قصيرات السيقان لديهن معدلات أعلى من 4 أنزيمات كبدية، مما يشير إلى خلل في وظائف الكبد، مؤكدين أن هناك أدلة متزايدة على ارتباط طول الساق بالصحة.
ومن جانبها، أوضحت الدكتور أبيجيل فريزر التي قادت فريق البحث، أن لهذه النتائج علاقة بمرحلة الطفولة فالتغذية الجيدة في هذه المرحلة تؤثر على تطور الكبد ووظائفه، مشيرة إلى أنه قد يكون لطول السيقان تأثير عكسي على تلك الأنزيمات، حيث تؤدي إلى تقلصها.