بدأ العقل بالعتاب فنطق قائلاً ... أخذتُ
القلم لأكتب همومي فبكى القلم من شدة معاناتي ، فلم تستطع الأعين تماسك
نفسها فنالت تنزف بينابيع من الدموع ِ حتى الورق!! تصببه عرقاً من شدة تلك
الهموم وقسوة معانيها ، آه يا قلب!! لو اشتكيتُ همي لحجر لنطق!؟ فهل تنطق
!؟.
يا قلب ألم يحن الوقت لتنبض باسم من يسكن فؤادك ويعيش بين جداران قلبك ، يا
قلب هناك سؤال يعذبني !! فهل تُجيب ؟! ما بك ألم تعشق ؟ فالعين عشقت
والعقل مدمن بنفس العشيق والوجدان تنبض بغليان من دماء الحبيب تجري بين
أوردت الجسم مُحمرة فاضحةً نفسها عند لقاء الحبيب.
كفاك تكبراً وغروراً والتباهي بأحاسيس وصفات ليست من ثوبك ولا تمن لك بأية
علاقة فهي دخيلة عليك جعلتك تصاب بمرضها ، فهل ترجع لصوابك وتنطق ؟! فها
هي الأبدان اقشعرت ووقفت الآذان صاغيه مُبهرة بمعانيها وبما يعانيه جسد
مطعون من الداخل متروك لوحدهِ في صراع حتى يداه قررت فراقه فتجمدت عن
كتابة مآسيه .
فشاءت الدموع أن تكتب ما عجزت عنه الأيدي .... العقل!! هل هناك دموع تكتب ؟
أجابت الدموع نعم هناك دموع تكتب معانات جسد هجرة قلبهُ .
*************
فنطقت الدموع قائلةً نعم ....
دمـــــــــــوع الألــــــــم والجـــــــــراح ...
دمــــوع الأسى والحرمـــــــان ...
دمــوع الشوق والغـــــرام ...
دمـــوع التعب والإرهاق ...
***********
سطرت على جدران الزمن آلامي وجراحي ...
دموعي وآهاتي ...
سطرت قسوة الزمن على قلبي العاشق الكتوم ...
**********
عاشق سراب ...
عاشق حباً وهو يعرف أن مصيره الفراق ...
حباً لن يدوم ...
*********
آآآآآآآآآآه ... لقد أرهقتني الأيام ...
أرهقني غدر الزمان ....
*********
أريد طيراً يمنحني الحنان ويشعرني بالأمان ...
طير يزيل عني همومي وأحزاني ...
طيراً أطير معه فوق السحاب ...
واحلق معه بعيداً ....
بعيداً .... عن كل الجراح والآلام .
********
ولكن ... هل هذا ممكن ؟؟؟
هل هذا ممكن في هذا الزمن الذي نعيشه ؟؟؟
في زمن نزرع الورد ولا نحصد سوى الأشواك ...
زمن تتحول الأحلام إلى كوابيس مزعجة ... ؟؟؟؟؟؟
يا قلب اشتكيتُ همي لقاضي الغرام وعن معشوقتي ... فأجابني أنها مكتوبةً لي
ولكنك لا تستطيع النطق باسمها ... فما بك أجبني وأرحني !؟ فأني أتقطعُ
دماً ، أكتبُ في سواد الليل لقلب مظلم مليان سواد أشبه بسواد القبر لعلي
أرى بآخرهِ نور أتمسك بحباله لتدلني على طريق الحبيب .
فنطق القلبُ قائلاً ... تفجر القلمُ بيدي من شدة نيران قلبي ، ما بك يا عقل
تعاتبني !! وتزيدني هماً على هم ، فأني قلب عاشق ملاك !! تعجز أحرف الكون
في وصفهِ ! فلعين تفقد بصريها لتبرق وتوضئ محلقة على جسد الحبيب ، لا
تسألوني عن معشوقتي ؟! جسدي عنها ابتعد ولكن قلبي لا ينكر حبها فهي قطعة من
جسدي تسكن روحي بها .
يا عقل ؟؟ لا تطلب مني النطق باسمها فتعجز ؟! فلنجعل ذلك للزمن فهو جدار
معروف بما يكتب عليه من جروح ومآسي العاشقين ومداويها ، فأني انتظرها على
أمل قدر يقترب ولكن الوقت وقف كالسيف فأن لم تقطعه قطعك ، فها هي تُحلق
بعيد وترتفع في سماء المجد وترقى لتصل إلى أعلا المرات والمناصب فهنِئن لكي
من كل وجدان قلبي .
نبض القلب نطق قائلاً !! يا قلب شعرتُ بقسوة تطل بعيون الحبيب فهل تخبرني
من أين!! فهل يا ترى من دنيا رأت نفسيها بها فقررت عيونها السكن مع أهلها ،
القلب آه يا نبضي أترجاك ألا تزيدني جروحاً كفاني بُعد الحبيب ليجعلني
وحدي أداوي جروحي فالروح تحن لفراق الحبيب .
يا عقل !! رغم أننا روح بجسد واحد ، إلا أنك طعنتني بسهم مليان بالسموم دون
رحمه لتلك الحروح وجروحها ، فبذلك جعلتني أنزف دماً من الداخل يصعب
إيقافه ، ولكني أُعيد وأُكرر وأؤكد بأني لن أنطق وسوف أهجرك كما تهجر
الروح قبر صاحبها وأجعلك في صراع .. عاشقٍ تائِهاً في هذا الزمان .
ثق تماماً بأن حياتي لا تسوى نظره واحدة من عيون الحبيبة فهي أغلى من نور
عيني في غيابها عيناي لا تعرف النوم فهي الدنيا وكل ما أملك ، تمكنت من
مفتاح قلبي فملكت روحي فأصبح شوقي أسير يداها .
أعلم بأنها مزروعة بقلبي كبذرة تسقى بدماء العشق فأنتظِرُ ثمرِها لأرى
بنفسي أن كنت استحقها أم لا ، بعدها سوف أؤمِرك بالنطق باسمها لتسير بجسدك
طوعاً نحو طريق امتلاك قلبها ....... فانتظر انتظر !!