كتب التخاريج كثيرة جدًا ، وهي كتب تؤلف لتخريج أحاديث كتاب معين ، وهي
شاهد صادق على أعمال المحدثين وجهودهم في الكشف عن الأحاديث المتناثرة في
كتب العلوم المختلفة حتى لا يغتر الناس بما يجدونه منها ، بل ينبغي لهم
الرجوع إلى تلك التخاريج ليعلموا الصحيح منها من العليل ، ونعرِّف بأهمها
فيما يلي :
1- نصب الراية لأحاديث الهداية :
تأليف الإمام الحافظ
جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي(ت 762 هـ) ، خرج فيه
أحاديث كتاب الهداية في الفقه الحنفي لمؤلفه علي بن أبي بكر المرغيناني من
كبار فقهاء الحنفية المتوفى سنة (593هـ) .
وهو كتاب حافل بإيراد
الروايات ، غزير في فوائده الحديثية ، يتكلم على كل حديث من كتاب الهداية
، ثم يتبعه بما يؤيده من الروايات والأحاديث الأخرى ، ثم يعقد بحثـًا
للأحاديث التي يستدل بها مخالفو الحنفية ، ويتكلم على الجميع بغاية
الإحاطة والإفادة ، والإنصاف والموضوعية ، ومنه استمد كثير ممن جاء بعده
من شراح الهداية ، كما استمد منه الحافظ ابن حجر في تخاريجه كثيرًا ، وهو
شاهد على تبحر جمال الدين الزيلعي في الحديث وأسماء الرجال ، وسعة نظره في
فروع الحديث ، وللحافظ ابن حجر كتاب اسمه الدراية في منتخب تخريج أحاديث
الهداية طُبع بدلهي سنة 1350هـ .
2- المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار :
تأليف الحافظ الكبير الإمام عبد الرحيم بن الحسين العراقي ( ت 806هـ) وهو شيخ الحافظ ابن حجر ، وواحد زمانه في علم الحديث .
خرج
في كتابه هذا أحاديث كتاب هام شائع بين المسلمين ، هو كتاب إحياء علوم
الدين للإمام الغزالي ، وذلك بأن يذكر طرف الحديث من أحاديث الأحياء ثم
يبين من أخرجه ، وصحابيه الذي رواه ، ويتكلم عليه تصحيحـًا أو تحسينـًا أو
تضعيفـًا ، وهو مطبوع مع كتاب الإحياء ، وهذا الكتاب هو مختصر من تخريج
كبير واسع صنفه على أحاديث الإحياء ، لم يُعثر عليه ، وقد ضمّن الزبيدي في
شرحه للإحياء هذا التخريج الكبير .
3- التخليص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير :
للحافظ
ابن حجر ، خرج فيه أحاديث الشرح الكبير للرافعي الذي شرح به كتاب الوجيز
في فقه الشافعي للإمام الغزالي ، ولخص في تخريجه هذا كتبـًا عدة صنفت قبله
في تخريج أحاديث الشرح الكبير ، وأفاد كذلك من نصب الراية للزيلعي ، فجاء
كتابه حافلاً جامعـًا لما تفرق في غيره من الفوائد ، وطريقته فيه أن يورد
طرفـًا من الحديث الوارد في الشرح الكبير ، ثم يخرجه من المصادر ، ويذكر
طرقه ورواياته ، ويتكلم عليه تفصيلاً جرحـًا وتعديلاً ، وصحة وضعفـًا ، ثم
يذكر ما ورد من أحاديث في معنى الحديث باستيفاء ، وهكذا حتى صار مرجعـًا
في أحاديث الأحكام لا يستغنى عنه .
4- تخريج أحاديث تفسير الكشاف :
للحافظ
جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي الحنفي نسبة إلى
زيلع ميناء على ساحل البحر الأحمر ، المتوفى بالقاهرة سنة 762هـ .
وقد
استوعب ما في الكشاف من الأحاديث المرفوعة ، وأكثر من تبيين طرقها وتسمية
مخارجها ، لكن فاته كثير من الأحاديث المرفوعة التي يذكرها الزمخشري على
سبيل الإشارة ، ولم يتعرض غالبـًا للآثار الموقوفة ، وهو غير الزيلعي
عثمان بن علي بن محمد شارح الكنز في فقه الحنفية ، المتوفى سنة 743هـ ،
وكان جمال الدين الزيلعي هذا مرافقـًا لزين الدين العراقي في مطالعة الكتب
الحديثية لتخريج الكتب التي كانا قد اعتنيا بتخريج أحاديثها ، فالعراقي
خرج أحاديث الأحياء للغزالي ، والأحاديث التي يشير إليها الترمذي في كل
باب ، والزيلعي خرج أحاديث الكشاف ، وأحاديث الهداية في فقه الحنفية .
5- الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف :
للحافظ
ابن حجر العسقلاني لخصه من تخريج الزيلعي ، وزاد عليه ما أغفله من
الأحاديث المرفوعة ، والآثار الموقوفة ، وهذا الكتاب مطبوع مع آخر جزء من
الكشاف .
6- تحفة الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي :
وهو تخريج
أحاديث تفسير البيضاوي ، وهذا الكتاب للشيخ عبد الرؤوف المناوي وللشيخ
محمد همات زاده بن حسن همات زاده المحدث المتوفى سنة 1175هـ ولغيرهما .
7 - الحاوي في بيان آثار الطحاوي :
لبعض
العلماء ، قام فيه مؤلفه بتخريج أحاديث شرح معاني الآثار للطحاوي ، وعزا
فيه كل حديث إلى الكتب المشهورة ، وبيَّن الصحيح من الضعيف .
8 - تخريج أحاديث الأذكار للنووي والأربعين له :
للحافظ ابن حجر ، ولم يكمل تخريج لأذكار فكمله تلميذه السخاوي .
9- مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا :
للحافظ السيوطي قام فيه بتخريج أحاديث الشفاء للقاضي عياض .
10- تحفة المحتاج إلى أحاديث المنهاج :
لابن الملقن وهو تخريج لأحاديث منهاج الأصول للبيضاوي، وكذلك خرج أحاديث المنهاج التاج السبكي ، والحافظ زين الدين العراقي .
11- تخريج أحاديث المختصر لابن الحاجب في الأصول :
لابن حجر ، وابن الملقن ومحمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي المتوفى سنة 724هـ .
12ــ هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة :
للحافظ ابن حجر خرج فيه أحاديث المصابيح للبغوي والمشكاة للتبريزي.