السؤال:
أستغفر الله العظيم.. أردت أن تكون هذه أول كلمة أقولها؛
من خمسة شهور تعرفت على فتاة من خلال الإنترنت؛ وبدأت بالتحدث معها كأصدقاء، وهذه كانت أول مرة أكلم فيها فتاة؛ بشكل مطول، ولمدة طويلة، وبعد فترة قلت لها إني بحبك، وقلتها على أساس التسالي، ومن غير صدق فوجدتها ترد علي بنفس الرد، وتقول لي نفس الكلمة!
ومع الأيام أصبحنا نتكلم من خلال التليفون والإنترنت؛ حتى تعلقت بي؛ بشكل كبير، وقد حاولت كثيرًا أن أبعد عنها، ولكنها كانت تبكي، لكي أعود إليها!
المشكلة أنني- قبل أن أعرفها- كنت أصلي، وملتزم، وأحفظ القرآن؛ أما الآن فأنا كل يوم أعصي الله معها، من خلال كلام الحب والغرام.. أرجوكم قولوا لي ماذا أعمل؟ أعلم أني إنسان عاصٍ، ولكنني أحتاج إلى المساعدة، ولا أدري ماذا أعمل؟
الجواب:
أخي الكريم:
فإن ما تشكو منه في رسالتك؛ ليس مشكلة شخصية؛ تعاني منها دون غيرك؛ ولكنها- للأسف الشديد- أصبحت مشكلة جمع كبير من شباب الأمة، في عصر الإنترنت؛ وقانا الله من شره وشرره.
فعلى مدى 9 سنوات؛ عملت خلالها في مجال تلقي وفحص الاستشارات والرد عليها؛ لاحظت أن مشكلتك هذه؛ تتكرر بنفس السيناريو تقريبًا، وإن اختلفت في بعض التفاصيل، وكلها تدور حول: (شاب تعرف على فتاة من خلال الإنترنت/ وبدأت القصة بالرغبة في التعرف على الآخر/ ... ومع مرور الأيام يزول الحرج ويرفع التكليف/ ويتم تبادل كلمات الحب والغزل/ ثم تتطور العلاقة إلى حديث عبر التليفون رغبة في سماع صوت الآخر/ ثم ... استخدام الكاميرا ليشاهد كل منهما الآخر ويرى كل منهما من الآخر ما لايحل له/ .... وأخيرًا تشتعل الرغبة في اللقاء/ فيقعا في المحظور/ ثم يفيقا من الغيبوبة/ فيجدا أنفسهما قد وقعا في الحرام/ ثم الندم على ما كان والرغبة في التوبة والتطهر من الذنوب!!!)... سيناريو يتكرر بشكل يومي.. ولا يكاد يخلو منه موقع من المواقع التي تقوم باستقبال الأسئلة والمشاكل والرد عليها.
أخي الكريم:
إن أكثر ما لفت انتباهي في رسالتك أنك ابتدأتها بعبارة "أستغفر الله العظيم"؛ وهي بداية – إن صدقت وتحولت لمنهج وسلوك- كفيلة بأن تجب ما قبلها من زمن المعصية، وحديثك عن أنك كنت – قبل الوقوع في هذه المعصية- ملتزمًا؛ تصلي وتحفظ القرآن؛ ثم أصبحت تعصي الله معها، كل يوم من خلال مبادلتها كلام الحب والغرام، لدرجة أنك تمارس العادة السرية على كلامها..!! هو أمر بديهي.. لأن الشيطان يهون على المسلم من أمر المعصية حتى إذا أوقعه فيها هول عليه أمر التوبة!!
والحقيقة أن ما شجعني على الرد على استشارتك- بعدما قرأتها- إقرارك بالوقوع في المعصية، واعترافك بالذنب، ورغبتك في التطهر والعودة إلى الله، لأنهما أمران إن دلا على شيء فإنما يدلا على صدق الرغبة في التوبة، وإلا فما الذي يدعوك للبوح بمعاصيك؟!، وألخص ردي عليك – أخي الحبيب- في النقاط التالية:
1- انقطع على الفور عن محادثة تلك الفتاة عبر الإنترنت أو الهاتف؛ واحذف بريدها الإلكتروني من الماسنجر الخاص بك (بلوك ثم ديليت).
2- قم بفحص ومراجعة كل الأسماء والإيميلات المضافة عندك على الماسنجر، واحذف منهم كل النساء ما لم يكن لهن صلة مباشرة بعملك.
3- قاطع الإنترنت خاصة؛ وجهاز الكومبيوتر عمومًا، لمدة أسبوع، إن استطعت؛ ما لم يكن لذلك صلة بدراستك أو عملك الذي تمتهنه.
4- انو التوبة الصادقة؛ طاعة لله؛ والتماسًا لرضاه، وطمعًا في جنته؛ وتجنبًا لغضبه؛ وخوفًا من ناره.
5- اغتسل وتطهر وتوضأ وضوءك للصلاة؛ وابدأ صفحة جديدة مع ربك؛ ملؤها الإقرار بالذنب، والندم على ما فات؛ والعزم على عدم الرجوع إلى المعصية أبدًا.
6- حافظ على الصلوات الخمس في الجماعة الأولى؛ ما استطعت.
7- التمس لنفسك صديقًا صدوقًا؛ تذكرك بالله رؤيته، ليعينك على الطاعات، وليكون لك – بعد الله عز وجل- مانعًا من العودة إلى المعصية، يملأ وقتك بالعبادة والذكر.
8- أكثر من التعرض للقرآن الكريم؛ قراءة ومدارسة وحفظًا، واستماعًا ومشاهدة.
9- املأ وقتك بالعمل النافع – إن كنت لا تعمل- فإن الفراغ أخو الشيطان.
10- تجنب السهر، واستيقظ مبكرًا؛ ومارس نوعًا من الرياضات البدنية.