السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سئلً
عليٌّ رضي الله عنه : كيف كان حبُّكُم لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم
؟ قال : كان والله أحبَّ إلينا من أموالنا وأولادنا وأمهاتنا ومن الماء
البارد على الظَّمأ .
وقال
عمروُ بنُ العاصِ رضي الله عنه : ما كان أحدٌّ أحبُّ إليَّ من رسولِ
الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلَّ في عينَيَّ منه ، وما كنت أطيقُ أن
أملأَ عينَيَّ منه إجلالاً ،ولو سئلتُ أن أصفَه ما أطَقْتُ لأني ما كنت
أملأً عيني منه .
ولقد
كان الصحابة رضي الله عنهم عندما يسمعون حديث الرسولِ صلى الله عليه وسلم
كأن على رؤوسهم الطيرَ من الخشوعِ والعظمةِ لأمرِ النبي صلى الله عليه
وسلم .
ولما وعظهم النبي صلى الله عليه وسلم تلكَ الموعِظَةِ العظيمةَ المشهورةَ كيفَ ذرفَتْ عيونُهُم وكيف وَجَلَتْ .
وفي
البخاري عن السائبِ بنِ يزيدَ قال : كنتُ قائماً في المسجِدِ، فحَصَبَني
رجلٌ، فنظرتُ فإذا عمرُ بنُ الخَطّابِ، فقال : اذهبْ فأْتِني بهذين ،
فجئْتُه بهما، قال: من أنتما، أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال:
لو كنتما من أهل البلد لأوجعْتُكُما، ترفعانِ أصواتَكما في مسجدِ رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
وقد
أُثِرَ عن الإمامِ مالكٍ رحمه الله _ وكان من أشدِّ الناسِ تعظيماً لحديثِ
رسولِ الله صلى الله عليه وسلم _ أنه إذا جلس للفقهِ جلسَ كيفَ كان ،
وإذا أراد الجلوسَ للحديثِ اغتسلَ وتطَيَّبَ ولبس ثياباً جُدُداً
وتعّمَّمَ وجلس على مِنَصَّتِهِ بخشوعٍ وخضوعٍ ووقارٍ ، ويجلسُ في ذلك
المجلسِ ، وكان يبخرُ ذلك المجلسَ من أوَّلَهِ إلى آخرِه تعظيماً لحديثِ
المصطفى عليه الصلاة والسلام .
وكان
الإمامُ الشهير ابنُ مهدي إذا قرأ حديثَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
أمرَ الحاضرينَ بالسُّكوتِ فلا يتحدَّثُ أحدٌّ ولا يُبْرى قلمٌ ولا
يتبسَّمُ أحدٌ ولا يقوم أحد قائماً كأن على رؤوسهم الطيرَ أو كأنهم في
صلاةٍ ، فإذا رأى أحداً منهم تبسَّمَ أو تحدَّثَ لبس نعلَه وخرجِ .
وقال الإمام محمد بن إدريس الشَّافِعِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ تَعَالَى رُوحَهُ كما في "إعلام الموقعين عن رب العالمين ":
أَجْمَعَ
الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ مَنْ اسْتَبَانَتْ لَهُ سُنَّةُ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ
يَدَعَهَا لِقَوْلِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ
وقال الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن ( 1273 ـ 1367 هـ ) :
(( فإنا نأمر بما أمر الله به في كتابه وأمر به رسوله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ ، وننهى عما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله ، ولانحرم إلا ما حرم
الله ، ولانحلل إلا ما حلل الله ، فهذا الذي ندعوا إليه ...... ونجاهد من
لم يقبل ذلك ونستعين الله على جهاده ونقاتله حتى يلتزم ما أمر الله به في
كتابه وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإنا ـ ولله الحمد والمنة ـ لم
نخرج عما في كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن نسب عنا
خلاف ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) الدرر السنية ( 1/
578 ـ 579 ) .
وقال
الشيخ سعد بن حمد بن عتيق ( 1267 ـ 1349 هـ ) : (( فإن كل قول يخالف قول
سيد المرسلين مردود على قائله ، مضروب به في وجهه، لايلتفت إليه ولايعول
عليه ، وما أحد من أفراد الأمة وإن بلغ في العلم ما عسى أن يبلغ فهو أنقص
من أن يرد لقوله قول محمد بن عبدالله ـ صلى الله عليه وسلم))
المجموع المفيد من رسائل وفتاوى الشيخ سعد بن حمد بن عتيق ص40.
وقال ـ أيضا ـ :
فخذ بنص من التنزيل أو سنن جاءت عـن المصطفى الهادي بـلا لبس .
فـإن خير الأمـور السالفات على نـهج الهدى والهدى يبدو لمقتبس
والشر في بـدع في الـدين منكرة تحلو لدى كل أعمى القلب منتكس
وقال الشيخ سليمان بن سحمان ( 1266 ـ 1349 هـ ) في قصيدة له بين فيها جملة من اعتقاد أئمة الدعوة :
ونشهد أن المصطفى سيـد الورى محمد المعصوم أكمل مـرشد
وأفضل من يدعو إلى الدين والهدى رسول من الله العظيم الممجد
إلـى كـل خلق الله طرا وأنـه يطاع فـلا يعصى بغير تردد
الدرر السنية ( 1/ 579 ) .
وقال الشيخ عبدالرزاق عفيفي ( 1323 ـ 1415 هـ ) :
(( فالخير كل الخير في العودة إلى كتاب الله تعالى تلاوة له وتفقها فيه ،
وإلى أحاديث المصطفى صاحب جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم دراية ورواية
والفتيا بهذين الأصلين ، وعرض أعمال الناس عليهما ، فذلك هو الفلاح
والرشاد الذي ليس بعده رشاد))
كتاب الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي ( 2 / 458 ) .
وقال الشيخ حمود بن عبدالله التويجري ( 1334ـ 1413 هـ ) :
(( وكل حديث صح إسناده إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فالإيمان به واجب على كل مسلم ، وذلك من تحقيق الشهادة بأن محمدا رسول
الله ، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى
يشهدوا ان لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به ، فإذا فعلوا ذلك عصموا
مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) رواه مسلم من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه، ومن كذب بشيء مما ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ فهو ممن يشك في إسلامه ؛ لأنه لم يحقق الشهادة بأن محمدا.
وقال
الشيخ عبدالعزيز بن باز ( 1330 ـ 1420 هـ ) : (( فلا شك أن المسلمين في كل
مكان في أشد الحاجة إلى الإفتاء بما يدل عليه كتاب الله الكريم وسنة نبيه
الأمين عليه أفضل الصلوات والتسليم ، وهم في أشد الحاجة إلى الفتاوى
الشرعية المستنبطة من كتاب الله وسنة نبيه ، وإن من الواجب على أهل العلم
في كل مكان الاهتمام بهذا الواجب ، والحرص على توضيح أحكام الله وسنة
رسوله التي جاء بها للعباد في مسائل التوحيد والإخلاص لله ، وبيان ما وقع
فيه أكثر الناس من الشرك ، وما وقع فيه كثير منهم من الإلحاد والبدع
المضلة حتى يكون المسلمون على بصيرة ، وحتى يعلم غيرهم حقيقة ما بعث الله
به نبيه من الهدى ودين الحق ... وأنصح لجميع العلماء بأن يعنوا بمراجعة
الكتب الإسلامية المعروفة حتى يستفيدوا منها ، وكتب السنة مثل الصحيحين
وبقية الكتب الستة ومسند الإمام أحمد وموطأ الإمام مالك وغيرها من كتب
الحديث المعتمدة ))
مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة ( 5/ 269 ) ..
وقال الإمام الألباني في "الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام ":
"إن
من المتفق عليه بين المسلمين الأولين كافة أن السنة النبوية - على صاحبها
أفضل الصلاة والسلام - هي المرجع الثاني والأخير في الشرع الإسلامي في كل
نواحي الحياة من أمور غيبية اعتقادية - أو أحكام عملية أو سياسية أو
تربوية وأنه لا يجوز مخالفتها في شيء من ذلك لرأي أو اجتهاد أو قياس".
وقال أيضاً:
"إن
السنة العملية التي جرى عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في حياته
وبعد وفاته تدل أيضا دلالة قاطعة على عدم التفريق بين حديث الآحاد في
العقيدة والأحكام وأنه حجة قائمة في ذلك.
منقوووووووووووووووول