[size=21]طريق طال بنا فيه المسير
حفيت الأقدام وتألمت
كما لو وطأة أشواك ووطأة جمر متقد هي الحياة نعيشها ..
سراديب مظلمة لانور فيها
ولا حتى شعلة تضيء
ولاسراج بيد له وهج ضوء ..
نتعثر ونعاود النهوض لكي لا تنتصر علينا هذه الظلمة عتمت من الألم والآه
تحجب الرؤيا علينا
ولدنا بصرخة لنتنفس الحياة بكل مافيهامن مواطن ..
لن تتساوى الكفة مهما طال بنا الزمن
فالحرمان يطاول البعض والعطاء حينها يغدق على البعض الآخر
فيها من ذاق سكرها وتلذذ بشهدها وفيها من ذاق ملحها وتلذذ بعلقمها ..
سرور يسكن نفوس وحزن يستوطن أفئدة ..
الكل يحمل بين حناياه شعور وإحساس ينتهض حين تلاطمه الحياة ..
فُقدٌ موجع يكسر قلوب ويدمي أرواح
ويتعب أنفاس من بين جموع البشر تلمح تلك العين قلبا حنونا ويدا ممدودة بالعطاء
وسمو يرقيك لعلو ذات ..
حينها ومن بين حزن يسكنك وألم ينتزع راحتك
وأنين ضج به مضجعك ودمعة أحرقت خدك
تترقب تلك الذات تلمحها تسعد وتلقاها تتيقن أن السعادة بابا ستفتح لك
تنتظر منها رشفة تحيي كل احساس كسير وشعور جريح ..
تتلهف الروح لها وتسير إليها بدون إدراك فالمشاعر حينها تسبقك
والأنفاس قبلك تعطر كل أرجاء كون هي تسكنها ..
نعم بعد الله سبحانه وتعالى يحتاج المرء إلى ملجأ يغفو بين أحضانه
إغفاءة حلم يتحقق وسكينة روح مزقتها وأهلكتها فواجع الأيام
إغفاءة تحيطها الطمأنينة والهدوء والإستقرار النفسي
إغفاءة بين أحضان تبعث الدفئ أمانا وبدون خوف
تتنفس حياة غير تلك التي كانت تتنفسها
تتمتم بحروف هموم لصدر رحب يتسع لوجودك مدى العمر
ولا يكتفي ولا يردك بقول اعذرني صاحبي ..
جميل أن ترى يعيناك فرحة احتوائك لمن لجأ إليك بعد الخالق عز وجل
حين تقفل الأبواب وتنطفيء الأنوار
حين يدرك المرء أنه تائه لامرسى ولاموانئ تحتوي مراكبه
حين يدرك المرء كذلك أن الشواطئ لاتريد أن تكون لهمراسي
فتقذفه بعيدا في بحر عاتية أمواجه وتلاطمها الرياح في كل اتجاه لاركود بعدها يبعث طمأنينة ..
هنا يجدك أنت المرسى الوحيد له
فخراً لك ان تمسح هما وتداوي جرحا وتنير دربا قد فقده صاحبه ..
شعور لا يوازيه شعور
حين ترتسم ابتسامة فقيرة معلنة اغتنائها على محيا ذلك الإنسان من دعوة قلب صادقة ....!!! [/size]