في رحاب المعرفة

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة

يرجى التكرم بتعريف نفسك إلينا بالدخول الى المنتدى اذا كنت عضوا

أو بالتسجيل معنا إن كنت ترغب بالإنضمام الى أسرة المنتدى

التسجيل سهل للغاية وذلك بخطوة واحدة

وتذكر أن باب نيل الإشراف مفتوح للجميع

لكل من يريد ذلك

شكرا

إدارة المنتدى
في رحاب المعرفة

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة

يرجى التكرم بتعريف نفسك إلينا بالدخول الى المنتدى اذا كنت عضوا

أو بالتسجيل معنا إن كنت ترغب بالإنضمام الى أسرة المنتدى

التسجيل سهل للغاية وذلك بخطوة واحدة

وتذكر أن باب نيل الإشراف مفتوح للجميع

لكل من يريد ذلك

شكرا

إدارة المنتدى
في رحاب المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 قصة راااائعة عن جشع الإنسان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحبيب غريسي
عضو مـلــكــي
عضو مـلــكــي
الحبيب غريسي

الجنس : ذكر
المساهمات : 10498
العمر : 42
العمل/الترفيه : معلم
المزاج : كن جميلا ترى الوجود جميلا
تاريخ التسجيل : 18/09/2009
قصة راااائعة عن جشع الإنسان Ouuoou10

قصة راااائعة عن جشع الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: قصة راااائعة عن جشع الإنسان   قصة راااائعة عن جشع الإنسان I_icon_minitimeالأربعاء مايو 05 2010, 20:09

ما يحتاج إليه الإنسان من
الأرض



لـ : تولستوي .




( باخوم فلاح روسي مضطرم
الرغبة في توسيع أملاكه ، فأكد له بعض الناس أن " الباشكير " وهم شعب من
شعوب روسيا الشرقية يبيعون أراضيهم بأثمان زهيدة جدا فجمع كل أمواله وسافر
إلى بلاد الباشكير . فعاقد شيخ القرية على أن يكون له بألف روبل جميع ما
طاف به من الأرض في يوم واحد ، على شرط أن يرجع قبل المغيب إلى الموضع الذي
ذهب منه ، وإلا خسر جميع ماله . وعند الفجر أقامت الجماعة على أكمة وانطلق
باخوم بصحبة فتيان على جياد ليقيموا معالم للأرض المطوقة )




مضى
باخوم يسير سيرا متماثلا على غير بطء ولا إسراع . ولما قطع ميلا أمر بأن
ينصب علم ، ثم واصل مسيره ، وإذ شعر من نفسه بالخفة والنشاط أسرع معجلا .
وما تجاوز من الطريق طرفا حتى أمر أن ينصب علم آخر . والتفت باخوم وإذا
بالأكمة ظاهرة بجلاء ، تضيئها أنوار الشمس ، وكذلك الجماعة القائمة عليها .


وقدر باخوم أنه قد مشى
خمسة أميال . ولما احتدم باطنه نزع عنه مئزره ، وعقد زنَّاره ، وتابع سيره
. ومشى أيضا خمسة أميال . واشتد الحر فنظر إلى الشمس وإذا الوقت وقت
الفطور .


وفكر في نفسه قائلا : " لقد مضى من اليوم ربعه ، ولليوم
أربعة أرباع ، ولم يحن وقت الرجوع بعد ، فليس لي والحال هذه إلا أن أنزع
خفي من رجلي " . وجلس فنزع خفيه وتابع طريقه . وآنس من نفسه نشاطا ففكر
قائلا : " سأمشي خمسة أميال أيضا ثم أعرج شمالا ، فالمكان جيد جدا . وكلما
تقدمت كان ذلك أفضل " .


وواصل سيره إلى الأمام . ثم التفت فما كاد يرى
الأكمة ، وبدت الجماعة عليها أشباحا سودا أشبه بصغار الحشرات .


وفكر باخوم وقال : "
حسبي ما أخذت من ها هنا ، فيلزمني الآن أن أميل من هذه الجهة " . وأحس جسده
يرفض عرقا ، والعطش يعصب بفمه . فرفع باخوم قنينته وشرب وهو يمشي . وأمر
أن ينصب هناك علم ثم مال إلى الشمال .


ومشى باخوم ومشى ، وكان
العشب عاليا والحر في اضطرام . وشعر باخوم بالتعب . فنظر إلى الشمس ورأى أن
الوقت وقت الغداء بالضبط .




( فوقف باخوم وتناول شيئا من الخبز ولم يجلس خشية
أن يضطجع فينام ، وإذ استرجع بالطعام بعض قواه استأنف المسير بنشاط بيد أن
الحر بعث في نفسه ثقل النوم والخور . فتشدد باخوم وعلل النفس بالسعادة دهرا
بعد العناء ساعة . ورأى إلى شماله واديا يصلح لأن يكون منبتا جيدا للكتان
فضمه إلى أملاكه وأقام هناك أعلاما ، وبصر بأن الأكمة قد أضحت بعيدة جدا
والشمس قد أوشكت أن تغيب ، فعزم أن يرجع مع أنه كان مصمما أن يجتاز بعد
عشرة أميال فتتساوى بها أطراف أملاكه )





وتوجه باخوم توا إلى الأكمة . ولكن باخوم كان يشعر أنه مجهود . فكان يسير
ورجلاه تؤلمانه وقد اعتراهما سوء شديد فأحس أنهما تتخاذلان . وقد كان
يشتهي أن يستريح ولكنه لم يكن ليستبيح ذلك ، وإلا تعذر عليه أن يبلغ الغاية
قبل مغيب الشمس . فالشمس لا تنتظره بل كانت تهوي كأن يدا تدفعها دفعا .


ففكر باخوم وقال : "
واحسرتاه ! قد لا أكون إلا مخدوعا . لقد جمعت أكثر مما ينبغي . فماذا يحل
بي إن أنا تخلفت عن الغاية في الأجل المضروب ؟ آه ، ما أبعدها مني وما أشد
ما أنا فيه من النصب : اللهم بشرط أن لا يذهب مالي وجهدي سدى . وإذن فلا بد
من محاولة المستحيل .


وراح باخوم يهرول في مشيته حتى كلعت رجلاه وسال
منهما الدم ، ولكنه كان يركض دائما ، كان يركض ولا ينفك بعيدا . فألقى عنه
مئزره وخفيه وقنينته وقبعته .


وحدث نفسه وقال : " آه ،
لقد كنت شديد النهم ، فقضي علي بالخسران وهيهات أن أبلغ الأكمة قبل مغيب
الشمس ! "


ومن شدة الخوف انقطع عنه نفسه .

وكان باخوم يركض ،
والعرق يلصق ببشرته قميصه وسراويله ، والريق يعصب بفمه ، وصدره في ارتفاع
وانخفاض كمنفاخ الحداد ، وصارت خفقات قلبه كأنها مطرقة ، ولم يعد يشعر أن
له رجلين ، وكاد يسقط . وعدل باخوم عن التفكير في الأرض ، فهمُّه أن لا
يموت من الإعياء . إنه يخشى أن يموت ولكنه لا يستطيع إلى الوقوف سبيلا .


وفكر قائلا : " لقد
ركضت إلى الآن كثيرا . فإن أنا وقفت بعدئذ حسبت أحمقا " . وسمع صفير
الباشكير وصياحهم ، فبعثت هذه الأصوات في قلبه حمية أوفر . فراح باخوم ينفق
ما تخلف فيه من قوة ، وبدت الشمس كأنها تسارع إلى المغيب عمدا ، والغاية
لم تعد بعد بعيدة جدا . ورأى باخوم الجماعة على الأكمة ! وكانوا يشثيرون
إليه أن استعجل ، ورأى أيضا القبعة في الأرض وإلى جانبها ماله ! ورأى شيخ
القرية جالسا على الأرض .


فحدث نفسه قائلا : " الأرض واسعة جدا فهل يقيض
لي الله أن أعيش فيها ؟ آه ! لقد أهلكت نفسي " . وتابع جريه .


ونظر إلى الشمس ، وإذا
الشمس حمراء ، متضخمة ، متدانية من الأرض وقد استتر حاجبها عن العيون . وما
إن بلغ باخوم في جريه حضيض الأكمة حتى توارت الشمس . فصاح باخوم : " آه !
.. " وظن أنه خسر كل شيء ، ولكنه ما عتم أن خطر له إنه ، إن كان هو لايبصر
الشمس من أسفل ، فالكوكب لا يغرب بعد على الذين على الأكمة .


وصعد على عجل فرأى
القبعة . ها هي ذي ! وعثرت رجل باخوم فسقط ، وبيده الممدودة أدرك القبعة .


فصاح به شيخ القرية
قائلا : " لله درك من بطل ! لقد ربحت أراضي كثيرة ! " .






تولستوي .




( " لقد ربحت أراضي كثيرة " تلك كلمة فيها تهكم قاس : فباخوم قد مات
، وألقى شيخ القرية بمجرفة إلى الخادم وأمره أن يدفنه . فحفر له الخادم
حفرة وأعطاه مقدار " ما يحتاج إليه الإنسان من الأرض " . تلك أقصوصة بعيدة
التأثير شديدة الإيلام ، وما باخومإلا صورة اإنسان الجشع الذي نجده في كل
بلاد وفي كل زمان .


كان شيخ القرية يعرف من قبل ، ما سوف تكون
العاقبة . فقد خبر الطبيعة البشرية ، وشاهد غير هذه المأساة في القرية ) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com/forum.htm
ilyes
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ilyes

الجنس : ذكر
المساهمات : 28233
العمر : 34
العمل/الترفيه : ليسانس تربية بدنية ورياضية
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
قصة راااائعة عن جشع الإنسان Ouooo-10

قصة راااائعة عن جشع الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة راااائعة عن جشع الإنسان   قصة راااائعة عن جشع الإنسان I_icon_minitimeالجمعة مايو 07 2010, 12:54

نعم نهاية مؤسفة لكل شجع
الف شكر على القصة المعبرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com
الحبيب غريسي
عضو مـلــكــي
عضو مـلــكــي
الحبيب غريسي

الجنس : ذكر
المساهمات : 10498
العمر : 42
العمل/الترفيه : معلم
المزاج : كن جميلا ترى الوجود جميلا
تاريخ التسجيل : 18/09/2009
قصة راااائعة عن جشع الإنسان Ouuoou10

قصة راااائعة عن جشع الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة راااائعة عن جشع الإنسان   قصة راااائعة عن جشع الإنسان I_icon_minitimeالجمعة مايو 07 2010, 17:26

العفو أخي إلياس


تشرفت كثيرا بمرورك على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com/forum.htm
زهرة الاسلام
عضو مـلــكــي
عضو مـلــكــي
زهرة الاسلام

الجنس : انثى
المساهمات : 4045
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبة في الصف الحادي عشر علمي
المزاج : الحمد لله ع كل شيء
تاريخ التسجيل : 26/06/2009

قصة راااائعة عن جشع الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة راااائعة عن جشع الإنسان   قصة راااائعة عن جشع الإنسان I_icon_minitimeالسبت مايو 15 2010, 15:55

يالها من نهاية مؤسفة للجشع

فالجشع ضر و ما نفع

جزاك الله خيرا أستاذ

الله يعطيك ألف عافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحبيب غريسي
عضو مـلــكــي
عضو مـلــكــي
الحبيب غريسي

الجنس : ذكر
المساهمات : 10498
العمر : 42
العمل/الترفيه : معلم
المزاج : كن جميلا ترى الوجود جميلا
تاريخ التسجيل : 18/09/2009
قصة راااائعة عن جشع الإنسان Ouuoou10

قصة راااائعة عن جشع الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة راااائعة عن جشع الإنسان   قصة راااائعة عن جشع الإنسان I_icon_minitimeالسبت مايو 15 2010, 16:58

ألف الف الف شكر لمرورك الطيب يا زهرة الإسلام المميزة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com/forum.htm
 

قصة راااائعة عن جشع الإنسان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» مفاجاة للاطفال ................راااائعة
» ،،، من هو الإنسان النرجسي ..؟؟
» غرائب في جسم الإنسان
» البصمات وشخصية الإنسان
» البصمات وشخصية الإنسان
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
في رحاب المعرفة :: الآداب :: القصص والروايات-
انتقل الى: