في رحاب المعرفة

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة

يرجى التكرم بتعريف نفسك إلينا بالدخول الى المنتدى اذا كنت عضوا

أو بالتسجيل معنا إن كنت ترغب بالإنضمام الى أسرة المنتدى

التسجيل سهل للغاية وذلك بخطوة واحدة

وتذكر أن باب نيل الإشراف مفتوح للجميع

لكل من يريد ذلك

شكرا

إدارة المنتدى
في رحاب المعرفة

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة

يرجى التكرم بتعريف نفسك إلينا بالدخول الى المنتدى اذا كنت عضوا

أو بالتسجيل معنا إن كنت ترغب بالإنضمام الى أسرة المنتدى

التسجيل سهل للغاية وذلك بخطوة واحدة

وتذكر أن باب نيل الإشراف مفتوح للجميع

لكل من يريد ذلك

شكرا

إدارة المنتدى
في رحاب المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 التِّينُ المُمَلَّحْ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة الاسلام
عضو مـلــكــي
عضو مـلــكــي
زهرة الاسلام

الجنس : انثى
المساهمات : 4045
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبة في الصف الحادي عشر علمي
المزاج : الحمد لله ع كل شيء
تاريخ التسجيل : 26/06/2009

التِّينُ المُمَلَّحْ Empty
مُساهمةموضوع: التِّينُ المُمَلَّحْ   التِّينُ المُمَلَّحْ I_icon_minitimeالسبت مايو 01 2010, 11:00

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
التِّينُ المُمَلَّحْ
"قصة قصيرة"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عندما أحنُّ إلى لغتي ..
أجلسُ بجانبِ النّضد الصَّغيرْ ..
و أكتبُ .. أيَّ شيءٍ ..
باستثناءِ .. لغتي .. !
آهٍ لو يرجعُ الزَّمنْ ..آهٍ لو توقَّفتْ عقاربُ السَّاعةِ يومذاكْ ..
تنهَّد الرَّجلُ العجوزُ فيما عيناه تمضُغانِ آهاتِه .. كإصبعٍ يدورُ في حلقةٍ مُفْرَغَةْ ..
تذكَّر ذاك الطَّريق ..
كيف ضاع الحُلُم ؟؟ .. و كيف أتى الرَّحيلْ ؟؟ ..
و كيف و كيف ؟؟ ..
تذكَّر كيف حاولت "أمُّ سليمان" جارتهم العجوز في (يبنا) أن تدفعَ أحدَ الجنودِ الصَّهاينة من قُدَّامِ بيتِها ..
فقُوْبِلَتْ دفعتُها بطلقةٍ ناريَّةْ اخترقت صدْرَها المُشْبَعْ بكلِّ الذِّكريات ..
ثمَّ أحالتها إلى حفرةٍ صغيرةْ أُجْبِرَ الفلاحون على دفنها فيها قبل أن يُجْبَروا على تركِ القريةْ ..
كانَ يومذاك طفلاً ..
لكنَّهُ اليوم .. شيخاً مُسِنَّاً قارَبَ على السَّبعينْ ..
ثُمَّ إنَّه تذكَّر قدميه الصَّغيرتين و قد كانتا تعجزانِ عن السَّيرِ في رمالٍ موحِشَة تُنْكِرُ أيَّ إثباتْ ..
و تتمنى لو تصرعَهُ فيموتُ في جوفِها ..
أيضاً .. بلا أيِّ إثباتْ ..
أحسَّ بارتعاشةٍ خفيفةْ سرَتَ في جميعِ أطرافِهِ .. لعلَّها من دواعي الكِبَرْ ..
قالها بصمتٍ دفينْ و تنهَّد للمرَّة الثَّانية ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يومها .. كان يسيرُ و أبيه .. أمِّه .. و إخوتِه التِّسعة ..
السَّيرُ هناك .. كان أشبه بالسَّيرِ إلى المالانهاية ..
لكنَّ السيرَ هنا .. في المخيمِ ..
يسيرُ وحدَه إلى النِّهايةْ !
تذكَّر كيف قالها لأبيه ببراءةِ طفلِ الثَّالثةْ : أين نذهبُ يا أبي ؟
و كيف خرج جوابُ الأبِ المبعثرِ من سكونِ عينيه ..
من تلك الحيرة القاتلة التي أكلت شفتيه و امتدَّت غارسةً أنيابَها في عَضُدِه ..
فما عاد لكلماته أي مكانْ ..
حاول أن يقول شيئاً ..
لكنَّ الصَّمت المطبق في المكان أبى أن يُخْرِجَ الكلامَ حتَّى من شفتي رجلٍ عجوزْ ..
كان يفكِّرُ في (يبنا) ..
بل إنَّه اعتاد التَّفكير و التَّفكير فقط .. يفكَّرُ لمجرَّد التفكير ..
و لم يعد يعنيه الحلّ ..
فأيَّة حلول في نظره .. مجرّد حلولٍ ترقيعية .. آنيَّة .. لا أكثر ..
أمَّا هو .. فكان يريد حلاً متجذِّراً من عُمْقِ قضيَّته ..
ملتحماً بترابِه .. واصلاً شِمالَه بجُنُوبِه .. شرقَه بغربِه .. و ياسمينَه بعنبِه .. لم يجده ..
بحث عنه .. فلم يجده ..
حتَّى بعد أن زجُّوا به و مئات الآلاف من النَّازحين في مخيماتٍ مبتذلة .. لم يجده ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الآن .. قد قارَب على السَّبعين ..
لكنَّه ما زال يذكر ..
كيف اخترق الصهاينة (يبنا)
و كيف انتزعوا الفلاحين من أراضيهم ؟؟
و كيف دمَّروا مدرسة القرية التي لم يكن قد مرَّ على إنشائها عام واحد ؟!
مرَّت الأحداث سريعاً .. سريعاً جداً ..
مشاهدٌ كثيرة اخترقت الذاكرة بلهيبِها المُسْتعِرْ ..
أطفالٌ مشرَّدون .. أطرافٌ ممزَّقة .. أشلاءٌ متناثرةْ .. و القذائفُ كالسَّيلْ ..
هنا .. قذيفةٌ تسقط على عائلةٍ بأكملها فتبعثرها ..
و هناك .. أخرى تنسفُ حُلُماً صغيراً لم يتجاوز السَّنةْ !
طفلةْ لم ترَ من الدُّنيا شيئاً بعدْ ..
تأتيها شظية طائشة فتمزِّق الجسد الصغير إلى فُتاتٍ تطايَرَ مع رياحٍ غربيةْ أبت إلا أن تهبّ في المكان ..
سيِّدة عجوز تتّكيءُ على عُكَّازٍ خشبيٍّ قديم .. أمسك بها أحدهم ..
و بقوة شيطانية ..
فصل رأسها عن جسدها .. ثمَّ علَّقها على شجرةِ الزَّيتون العتيقة في آخرِ القريةْ ..
و من البُعدْ ..
سُمِعَتْ أصواتُ قهقهاتٍ عاليةْ تخبو شيئاً فشيئاً باقترابِها من خطِّ الأفقْ ..
تتبعُهَا أصواتٌ صامتةٌ متقطَّعةْ تُتَمْتِمُ باللَّعَنات .. و نحيبٌ لا ينقطِعْ ..
تذكَّرَ كيف تركُوا خلفهم كُلَّ شيء .. و مضوا في ذاك الطَّريق ..
الأرض .. الأشلاء .. الذّكريات .. و كلّ شيء .. و مضوا بلا هدف ..
هو .. أبوه .. أمُّه .. إخوته التِّسعة .. و أهالي (يبنا) ..
مضَوا بلا هدف ..
كان يصرخ من شدة الجوع .. العطش .. التَّعب ..
الكبارُ يحتملون .. أما هو .. فصغير .. صغيرٌ جداً ..
ينظرُ في عيني أمِّه فلا يجد فيهما سوى ملامح التّعب و الإرهاق ..
لا يجد سوى عينين ذابلتين تتجرَّعان آلام الفراق و هموم المستقبل مع حنينٍ لا يوصف إلى (يبنا) ..
أمَّا والده .. فرغم الأسى الذي اكتنفه من أعلاه لأسفله .. إلا أنّ نظرتَهُ الحازمة لم تتغيَّر بعدْ ..
نظرةُ الفلاح الحازمة لم تتغيَّر بعدْ .. بل إنَّها لم تفارقه حتَّى في أواخر أيّام حياته في المخيم ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ارتسمت على وجهه ابتسامةُ سخريةٍ عريضةٌ ممتزجةٌ بكبرياءٍ غريبْ ..
"إنَّ سلاح الصهاينة كان أقوى من أن يُواجَهَ بنظرةٍ حازمةٍ من فلاح ..
سلاحُهم كان مادِّي .. أقوى حتى من بندقيَّةِ فلاح !
لكنَّ نظرةَ الفلاح الحازمة هي سلاحُهُ المعنويّ ..
سلاحُ الفلاح و أهل الفلاح و أهل فلسطين .. كلُّ فلسطين .. معنويّ ..
إيمانٌ و ثقةٌ بنصر الله .. و ما أكمله من سلاحْ ! "
اعتدل في جلسته .. و رفع رأسه إلى السَّماء بثقةْ ..
"ما أكمله من سلاح !
"


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بعد شهورٍ طويلة من مضيِّهم في ذاك الطّريق بلا هدف ..
وصلوا الخيام .. مجموعة خيامٍ مهترئة ... كانت قد أعدَّتها لهم وكالة الغوث الدولية ..
أخذ العجوزُ نفساً عميقاً لكنَّهُ سريع ..
"أعتقدُ أنَّها كانت تعلم بكل شيء قبل شهور من مجيئِنا ..
آه .. وكالة الغوث .. لذا أعدّت لنا خياماً متآكلة تحسُّباً !"
تذكَّر كلماتِ أستاذه الشّاب في المخيم :
"قتلوا القتيل و مشوا في جنازته"
صدق المعلم و كذب الآخَرْ .. !
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فجأة ..
أحسَّ بضيقٍ عميق يكتنفه و يسري في أعماقِ أعماقِ جسده المتداعي ..
طافت في ذهنه صورة أهالي القرية في الخيام ..
لا مأوى .. لا طعام .. لا هدف ..
قالها بصمتْ .. "لقد أصبحنا لاجئين في أرضنا !"
أعجبه المصطلح .. (لاجيء في أرضه ) ..
و اعْتَقَدَ أنَّه يُعْجِبُ آخرين هذه الأيَّام أيضاً ..
"اقتربت الشَّمسُ من الرَّحيل ..
سأُسْرِعُ في العودةِ اليومْ .. كي لا تقلق "أم قاسم" ..
فالمخيَّم بعيد .. و الطَّريق لا زالَ طويلاً"
قالها بسرعة .. و تنهَّدْ .. للمرَّةِ الثَّالثةْ .. !!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحبيب غريسي
عضو مـلــكــي
عضو مـلــكــي
الحبيب غريسي

الجنس : ذكر
المساهمات : 10498
العمر : 42
العمل/الترفيه : معلم
المزاج : كن جميلا ترى الوجود جميلا
تاريخ التسجيل : 18/09/2009
التِّينُ المُمَلَّحْ Ouuoou10

التِّينُ المُمَلَّحْ Empty
مُساهمةموضوع: رد: التِّينُ المُمَلَّحْ   التِّينُ المُمَلَّحْ I_icon_minitimeالسبت مايو 01 2010, 22:41

رواية قصيرة راااااااااائعة حقا


ألف شكر زهرة الإسلام

واصلي إبداعك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com/forum.htm
ilyes
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ilyes

الجنس : ذكر
المساهمات : 28233
العمر : 34
العمل/الترفيه : ليسانس تربية بدنية ورياضية
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
التِّينُ المُمَلَّحْ Ouooo-10

التِّينُ المُمَلَّحْ Empty
مُساهمةموضوع: رد: التِّينُ المُمَلَّحْ   التِّينُ المُمَلَّحْ I_icon_minitimeالأحد مايو 02 2010, 23:11

بارك الله فيك على القصة الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com
زهرة الاسلام
عضو مـلــكــي
عضو مـلــكــي
زهرة الاسلام

الجنس : انثى
المساهمات : 4045
العمر : 30
العمل/الترفيه : طالبة في الصف الحادي عشر علمي
المزاج : الحمد لله ع كل شيء
تاريخ التسجيل : 26/06/2009

التِّينُ المُمَلَّحْ Empty
مُساهمةموضوع: رد: التِّينُ المُمَلَّحْ   التِّينُ المُمَلَّحْ I_icon_minitimeالإثنين مايو 17 2010, 15:35

العفوووو

مشكووووووووورين ع الرد و المرور العطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

التِّينُ المُمَلَّحْ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
في رحاب المعرفة :: الآداب :: القصص والروايات-
انتقل الى: