انـــــســـجـــام الــــكـــــون بالــــتــــســــبيــــح

[size=21]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل شي في الكون يسبح الله عز وجل ،السماء تسبح الله عز وجل ، الارض
تسبح الله عز وجل ،الجبال تسبح الله عز وجل ،الهدهد يسبح الله عز وجل((
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ .........)) ..........
هذا التسبيح يضع الكون كله في حالة انسجام اذ أن الكون له أله واحد
يتقرب إليه ويرغب في رضاه كل من في الكون

فكيف سيكون حال الكائن الذي لم ينسجم مع هذا الكون الكبير ....

فكروا قليلاً من هو هذا الكائن وما هو مصيره

يقول الله عز وجل ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ
النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ
فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (1[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نعم ،هو الانسان الكائن الوحيد في هذا الكون الذي مخير بين الطاعة و
المعصية .... لذلك حق عليه العذاب الشديد أن لم ينسجم مع الطبيعة ويكون
مع المسبحين لله ..

هذا الكون الواسع بمفهمونا هو عبارة عن السماء والارض وما فيهن ونعلم
بان كلهم يسبحون الله

يقول الله عز وجل (( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ
وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ
بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ
حَلِيماً غَفُوراً (44)

الارتباط السماء والارض بالعبد المؤمن :
عن الامام المتقين علي عليه السلام : ( اذا مات رجل مؤمن يبكي عليه
موضعين ، موضع في الأرض ، وموضع في السماء ، فأما موضع الارض هو موضع
الصلاته ، واما موضع السماء فهو موضع عمله الصالح ))

أنظروا الى أنسجام الطبيعة مع حال الانسان المؤمن وعدم انسجام الطبيعه
الانسان الغير مؤمن فيقول الله عز وجل عن قوم فرعون ((فَمَا بَكَتْ
عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (29)

الانسان الغير مؤمن فقد كان وسط كون بأكمله يريد القضاء عليه
....فشتان بين ان تبكي عليك السماء والارض حزن وتالماً وبين ان تفرح
لفراقك !!!

أربتاط الكون مع العباد المؤمن

وهنا مثال لارتباط المؤمن بأحد اكبر عناصر الكون وهي الشمس ؟؟؟

نعلم بأن المسلمون يعتمدون على الشمس في معرفة مواعيد الصلاة فقبل
شروقها تكون صلاة الصبح وبعد ظهورها تكون الصلاة قضائاً وبعد سويعات
نجد حان موعد صلاة الظهر بنائن على موضعها في السماء وهكذا الحال بعد
سويعات لصلاة المغرب فهي موعد لمسلمين العالم ليعرفون موعد الصلاة و
الصلاة عمود الدين وكذلك القمر لمعرفة شهر رمضان والى اخره من الامور
.....

تلك الموجودات التي تسير في نسق تام و في صيرورة محكمة تنتهج طريقا محددا و تسير إلى هدف معين " و الشمس تجري لمستقر لها …" ( الآية 38 سورة يس) , هدف حدده لها خالقها , بعد إن أوجدها ,

فإذا تأملنا ذلك بعين البصيرة , و جدنا إن كل المخلوقات في شتى إشكالها , و هي تعيش وجودها تعبر عن الطاعة و الذل للخالق عز و جل الذي أوجدها و اخذ عليها ميثاقها " ثم استوى إلى السماء و هي دخان فقال لها و للأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " ( الآية 11 سورة فصلت) , و إذا تأملنا في مسار حركتها و قوانين توازنها و جدناها تسبح بحمد الله عز و جل و لكنا لا نفقه تسبيحها " و ان من شئ إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم …" (الآية 44 سورة الإسراء) , فهذا الكون بمختلف الموجودات التي فيه , من أكبر المجارات و الكواكب الى اصغر حيوان او حشرة , منسجمة مع بعضها البعض و متخذة من تسبيح الله سبحانه و تعالى محور لدورنها و مركز لإستمداد قوتها و طاقتها , فمن خلال ذلك التسبيح تحافظ على صيرورتها و بقاءها و حراسة قوانين تسييرها , التي عجز العلم الإنساني البسيط عن ادراك كنهها و كشف اسرارها …, " و كل في فلك يسبحون …" , هذا الكون و من فيه من المخلوقات تسبح لله سبحانه و تعالى ليلا و نهارا , " ويسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته و يرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء من عباده و هم يجادلون في الله و هو شديد المحال…" ( الآية 13 سورة الرعد) , و لكن الإنسان لا يدرك ذلك و لا يرى ذلك لأن الشيطان قد و ضع علي بصيرته غشاوة , فلا يرى في هذه الدنيا الا الشكل و الرسم , و لا يدرك ان الإلكترونات و البروتونات التي تدور حول كل نواة من الذرات التي تشكل الوحدة الأساسية لتشكيل كل شئ موجود بدا بخلية الانسان , هذه الإلكترونات و البروتونات هي في الحقيقة تعلن في دورانها تسبيح الخالق عز و جل الذي لا تستطيع ان تستغني عنه أبدا …

و لكي يتسنى للإنسان ادراك ذلك و التخلص من غشاوة ابليس , لبد له من لباس النور الذي انزله معه الله سبحانه و تعالى عندما نزل الى الأرض , و نزعه عنه ابليس اللعين , " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سواءاتكم و ريشا و لباس التقوى ذلك خير , ذلك من ايات الله لعلهم يذكرون , يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما , انه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم , إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون …"( الآية 26-27 سورة الأعراف) و من اهم الوسائل التي تمكن الإنسان من استرداد نوره المنتزع عنه , هو تسبيح خالقه عز و جل , فما أجمل ان تعتاد شفهانا على تسبيح خالقنا , بترديد كلمات خفيفة في اللسان ثقيلة في الميزان , " سبحان الله , الحمد الله , لا اله الا الله , الله , اكبر …" , فتهتز ارواحنا بشرى لذلك و تسترد نورها , و تصبح لها القابلية على ادراك كل ما يدور حولها , و نتيقن نحن ان لا مفر لنا و لا ملجأ من الله الا اليه , و نكون من الموقنين

كل هذه الامور تجعل لانسان الكافر بعيدا ومنعزلاً عن الانسجام مع
الطبيعه اي انه انسان وحيد أو في صحبة مع الشياطين إليس من المخجل أيها
المؤمنون ان لا نسبح الله وقد سبح له من في سموات السبع والارض وما
فيهن وان من شي إلى يسبح له

وعلى ذلك فإن الله تعالى بأمره للمخلوقات المكلفة من الإنس والجن أن يسبحوه بكرة وأصيلا ، وقبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، ومن آناء الليل وأطراف النهار ، وبالعشى والإبكار ، وفي أدبار السجود ، وعند إدبار النجوم ، وعند الركوب ، وعند النزول , وحين النظر في بديع صنع الله في أنفسهم وفي سائر الخلق من حولهم ، وعند تلاوة آيات القرآن العظيم ، وعند تحقيق وعد الله ، ووقوع وعيده ، وفى غير تلك المواقف إنما يريد الله تعالى لهم بذلك أن يكونوا باختيارهم في انسجام مع باقي أجزاء الكون المسبحة دوماً بحمده حتى يتحقق لهم رضاء الله ، وتتنزل عليهم بركات السماوات والأرض .

فكيف نقبل بان نكون مؤمنين بالله مسلمناً له لكننا لا نريد ان ننسجم مع
الكون [/size]

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

ويجزيك خيرررررررر

يسلمووو ع الرد النااايس