بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
مجالات بحوث السوق
التسويق هو مجموعة الجهود و الأنشطة المستمرة و المتكاملة التي تسهل و
تصاحب إنتقال السلع و الخدمات و الأفكار من مصادر إنتاجها إلى مشتريها، و
بما يؤدي إلى تحقيق الأهداف والمنافع الاقتصادية و الاجتماعية للمستهلك و
المنتج والمجتمع" .
فالتسويق يقوم على دراسة حاجات و رغبات الناس و محاولة التجاوب معها، و من ثم فإن المستهلك هو مركز العملية التسويقية.
فالشكل الذي يأخذه النشاط التسويقي في مواجهة المستهلك هو مجموعة من
الأنشطة و العناصر الرئيسية و الفرعية التي تكون في مجموعها ما يسمى
بالمزيج التسويقي للمنتجات و الخدمات و الأفكار التي تقدمها المؤسسة.
فالتسويق و المزيج التسويقي يجب أن يقومان على قاعدة من المعلومات السليمة
و الكافية، المتوفرة أو التي يجب تجميعها حول المستهلك أو السوق أو
السلعة، فمجالات بحوث التسويق بالتالي يمكن نسبتها إلى تلك المعلومات ،
حيث يمكن أن يكون هناك نوعين :
و فيما يلي عرض لكل مجال من هذه المجالات :
1. بحوث السلعة .
2. بحوث السوق و المستهلكين.
1. بحوث تنظيم المبيعات.
2. بحوث مسالك التوزيع.
3. بحوث الإعلان.
*بحوث الفرص البيعية :
و يقصد بها البحوث التي تهدف إلى إكتشاف فرص جديدة للبيع و التعرف على
إمكانية التوسع في السوق و البحث عن مستهلكين جدد، و هو ما يكون موضوع
الإهتمام بالنسبة للسلع الجديدة. كما تهدف هذه البحوث أيضا إلى محاولة
الإحتفاظ بالمركز السوقي للمشروع و الحفاظ على عملائه الحاليين، و ذلك
باكتشاف السلع المنافسة مثلا، و إحتمالات تحول المستهلكين إليها، حتى
يتسنى للمؤسسة مواجهة مثل هذه الحالات بالقيام بإدخال أية تغييرات في
السلعة أو المزيج التسويقي بما يحويه من سياسات سلعية و ترويجيةو سعرية. و
فيما يلي الجوانب الرئيسية التي تُكوِّن بحوث الفرص البيعية :
.1 بحوث السلعة :
في بعض الأحيان يكون المنتوج جيدا من الناحية الفنية، حيث تتوافر فيه
مزايا و منافع و لكنه يفشل إذا ما طرح في السوق نظرا لعدم تقبل المستهلك
له، و يعود السبب في ذلك إلى أن المؤسسة تحكم على المنتوج من وجهة النظر
الفنية وحدها و ليس من وجهة نظر المستهلك.
كما أن ميول المستهلك و رغباته في تغير مستمر كلما تغير مستوى دخله أو
درجة تعليمه أو مركزه الإجتماعي و غير ذلك من العوامل، كما يتأثر المستهلك
بالحملات الإعلانية عن سلع معينة أو بظهور سلع جديدة في السوق.
من أجل ذلك ظهرت الحاجة إلى بحوث السلعة ( المنتجات) التي تتناول بصفة
خاصة الكشف عن فرص البيع و اختيار المنتجات الجديدة، و التعرف على آراء
المستهلكين المحتملين قبل الشروع بإنتاجها على نطاق واسع و بذلك تقل
المخاطر التي يحتمل أن تواجه المنتوج، فيعمل على تلافي النقص و العيوب و
إجراء التعديلات اللازمة، مما يوفر الكثير من النفقات و الوقت و الجهد
الذي يبذل لإنتاج منتوج قد لا يلقى قبولا من المستهلكين المرتقبين .
و بذلك تساعد بحوث السلعة في التعرف على التغير في ميول و عادات
المستهلكين، و بالتالي إدخال التعديلات المناسبة في السلع الموجودة أو خلق
سلع جديدة. و بذلك يستطيع المنتج المحافظة على فرصه البيعية أو خلق و
استغلال فرص بيعيه جديدة تعوض ما قد يكون قد فقده من فرص نتيجة التغير في
أذواق و ميول المستهلكين.
هناك العديد من الجوانب التي تشملها بحوث السلعة و منها على سبيل التالي :
أ. أبحاث الجودة : فمن القرارات الصعبة
أمام المنتج تحديد مدى الجودة المطلوبة في السلعة، فكما نعلم أنه كلما قلت
الجودة إنخفض السعر و كلما زادت إرتفع السعر. فعلى المنتج أن يقرر مدى
الجودة المعقولة، و أن يوازن بين الجودة و السعر بحيث لا تكون السلعة ذات
جودة أقل أو أعلى من اللازم، كما يكون سعرها في الحدود المعقولة من وجهة
نظر المستهلك.
ب. أبحاث الغلاف : الغلاف يحمي السلعة و لكن له
دور ترويجي هام بالنسبة للعديد من السلع الميسرة، فهذه الأبحاث تهدف إلى
التوصل إلى تصميم أغلفة ذات حجم مناسب و شكل مناسب و لون مناسب. فالأغلفة
الصحيحة و التي تصمم على أساس أبحاث علمية سليمة تصبح من أكثر الوسائل
فعالية في تقديم السلعة إلى المستهلك، فالغلاف الصحيح يستطيع أن يبيع نفسه
إلى المستهلك. و إضافة إلى البحث عن الصفات السابقة الذكر و الواجب توفرها
في الغلاف الصحيح، فإنه يجب البحث أيضا في إمكانية تقديم غلاف للمستهلك
يمكنه إستخدامه في أغراض أخرى بعد إستيفاء غرضه الأساسي و هو حماية السلعة
.
ج. إن الإسم الذي يختاره منتج السلعة أو
بائعها قد يكون الحد الفاصل بين نجاح السلعة أو فشلها في السوق، و على ذلك
فإنه أصبح من الضروري القيام ببحوث تسويق بغرض إختيار الإسم الأصلح من بين
مجموعة من الأسماء المقترحة.
د. كما أن تقديم خدمات الضمان و خدمات ما
بعد البيع تتطلب بحوثا تسويقية فيما يتعلق بإدراك المستهلك لأهمية هذه
العناصر و كيفية تقديم المزيج المناسب منها.
هـ. بحوث التسعير : أصبحت سياسات التسعير
موضع دراسة و بحوث، الغرض منها الوصول إلى أنسب سعر لسلعة معينة،
فالمنافسة في الأسواق إلى حد كبير تعتمد على الأسعار.
. بحوث السوق و المستهلكين :
ان من أهم إنشغالات مدير التسويق أن يتعرف على السوق الحقيقية التي يعمل
فيها، و حيث أن السوق هي : "عبارة عن مجموعة أو مجموعات من المشترين، سواء
كانوا مستهلكين نهائيين أو مشترين صناعيين أو هيئات و مؤسسات معينة" ، فإن
من مسؤولية إدارة التسويق أن تحدد جمهور المستهلكين لسلعة معينة و تدرس
خصائصهم على أسس مختلفة مثل :
حجم السكان و الأسرة و الدخل و العمر و الجنس و المركز الإجتماعي و
الديانة و التوزيع الجغرافي… و غيرها من الخصائص التي تساعد في تحديد
إحتياجاتهم، كذلك يتعين معرفة عادات هؤلاء المستهلكين الخاصة بإستعمال
السلعة و شرائها و الكميات التي يستهلكونها منها، و معدل إستهلاك السلعة،
و معرفة طرق إستعمال هذه السلعة و أنواع هذه الإستعمالات و أوقات
إستعمالها.
كما تظهر هذه الدراسات العلاقة الهامة بين من يشتري السلعة و من يستهلكها
حيث قد يختلف الفردان، و هذا واضح في حالة السلع الصناعية حيث يقوم
بشرائها وكلاء الشراء، و لذلك كان من الضروري معرفة أثر كل منها في إتخاذ
قرار الشراء و ميول كل منهما.
فالمستهلك ليس فقط المستعمل النهائي للمنتوج و إنما كذلك الشخص الذي
يساعد، يساهم في عملية الشراء. هذا الشخص يتصرف أحيانا بمفرده، و هذا
عندما يشتري منتوج متداول ( سلعة ميسرة) و ذات سعر ضعيف.
كما أنه يقوم أحيانا بإختياراته مع آخرين ( مسبب : و هو الأصل في فكرة
شراء المنتوج، المؤثر : و هو الذي يبحث على توجيه عملية الشراء، الواصف :
و هو الذي بفضل وضعه الاجتماعي، يوصي " ينصح" بإقتناء منتوج، المقرر : و
هو الذي يتخذ " أو لا يتخذ " قرار الشراء، المشتري : و هو الذي أجرى عملية
الشراء، الدافع : و هو الذي يسوي " ينتهي" شراء المنتوج، المستعمل : و هو
الذي يستعمل أو يستهلك المنتوج) * . فدراسة سلوك المستهلك يرجع إلى
الإهتمام بمجموع الأعمال التي تؤدي إلى الحصول، استعمال و إلى تلف
المنتجات .
فدراسة المستهلك ترتبط في المقام الأول بتفهم الخصائص العامة له ثم إستيعاب دوافع الشراء عنده.
1* بحوث الفرص البيعية.
2* بحوث الجهود البيعية.
1
2
أ* بحوث دوافع الشراء :
يجب على مدير التسويق أن يحاول التعرف على الدوافع التي
تجعل المستهلك يُقبِل على شراء سلعته أو يمتنع عن شرائها، و الحقيقة أنه
ليس من السهل الوصول إلى هذه الدوافع بسهولة، إلا أن البحث السليم و
الملاحظة السليمة و إستقصاء الجيد يقربنا من الحقيقة، كما أن الإتجاه
الحديث هو نحو إستخدام خبراء علم النفس في القيام بالأبحاث الخاصة بدوافع
الشراء أو على الأقل الإستفادة من تجاربهم أو من إرشاداتهم و تعاليمهم و
الإلمام بها و ذلك حسب ظروف و إمكانيات المؤسسة صاحبة البحث. و عليه فكلما
توصلنا إلى المزيد من المعلومات من دوافع الشراء، فسيمكننا أن نصمم بنجاح
أكبر سلعا تفي بهذه الدوافع الشرائية، كما سيمكننا إستخدام الدعاوى
البيعية التي توجه مباشرة إلى هذه الدوافع و بذلك يكون هناك ضمان أكبر و
احتمال أكثر في نجاح الجهود البيعية .
ب* بحوث عادات الشراء :
يقصد بعادات الشراء، سلوك المستهلك في
الشراء من أماكن معينة و في أوقات معينة و بكميات معينة، فتفضيلات
المستهلك للشراء من مكان معين أو بطريقة معينة لها أهمية كبرى في تخطيط
القرارات التسويقية للشركة. و على هذا الأساس يمكن تقسيم الجهود التي تبذل
في هذا المجال لدراسة عادات المستهلك الشرائية إلى ثلاث أنواع :
* بحوث الجهود البيعية :
تفيد الأبحاث السابقة الذكر في التعرف على إحتمالات و فرص المبيعات
المتاحة أمام المنتج أو البائع، بعد ذلك يتعين على رجل التسويق أن يقوم
بأبحاث أخرى الغرض منها التوصل إلى أحسن الوسائل في استغلال هذه الفرص، و
فيما يلي أهم الجوانب التي تُكوِّن هذا النوع من البحوث :