ها
هي الأيام تمر سريعا، ونحيي اليوم الذكرى السادسةلاستشهاد إمام مجاهدي
فلسطين وشيخ شهدائها ، فى مثل هذا اليوم يوم الاثنين 1/2/1425هـ الموافق
22/3/2004م ، قامت قوى البغي والطغيان الصهيوني بإطلاقالصواريخ
عليه هو ورفاقه بعد خروجهم من صلاة الفجر من المسجد بمدينة غزة ، ذلك
اليوم المشئوم على أمتنا حيث فقدت رجلا مؤمنا ومجاهدا عظيما وقائدا شجاعا
وشيخا فقيها ، فقدت أمتنا فى هذا اليوم رجلا بأمة ، صنع من عجزه حياة أمة
، رجلا كانت قوته في عجزه ، فهو الذى قال عنه كاتب صهيوني ( عندما ينطق ياسين يموت إسرائيلي) هذه هى قوته التى كان يحارب بها مستعينا بالله عز وجل. في هذا اليوم العصيب الذي لم أشهد في السوء مثله قط إلا يوم اغتيال الشهيد البطل عبدالعزيز الرنتيسي، أنجب تلاميذ الشيخ الجليل ،أسد فلسطين ،الذي سارع ولحق بشيخه في أقل من شهر.

ماذا
تنطق الكلمات العاجزة في زمن الانحدار أمام رفعتك وعظمة أمثالك؟؟ وما تفعل
الأيادي والأرجل الحيرى أمام جلال أطرافك التي لم تتحرك وهي تحرك أمة
وتهزها لتنتبه من هذا السبات...؟؟!!

شيخنا الشهيد أحمد ياسين:
طب نفساً فقد عشت تعلمنا الاستعلاء على الباطل والصمود بالحق في وجه
الطغيان وعشت تعلمنا التغلب على الضعف وتخطي العقبات والسخرية من المحن
وأنت ترفع راية الحق وتبشر به وتهتف في الدنيا أن الحق أقوى من الباطل.

شيخنا الشهيد أحمد ياسين:
طب نفساً فقد رحلت عنا جسداً وكنت عندنا الحبيب الغالي العظيم رمز العزة
والكرامة ؛ فارس الحلبة وأسد الميدان ولكنك شيخنا العظيم بقيت فينا مثلاً
رائعاً يشحذ الهمم ويفجر الطاقات ويضيء دمه الطاهر في دياجير الظلام ليهدي
الأمة سواء السبيل وانطلق النداء باسمك يدوي في ضمير الأمة الناهضة :


(شيخ قعيد أيقظ الأمة ونال الشهادة..فمتى يتحرك صحيح البدن قعيد الهمة؟)


يا
إمامنا يا رمز عزتنا وكرامتنا، لقد كان لكلماتك المضيئة قبل استشهادك زادٌ
على الطريق، ونورٌ للسالكين على درب ذات الشوكة، فحين سألوك: هل تخشى على
حياتك من الموت بعد أن وضعك الصهاينة على رأس قائمة الاغتيالات؟ فقلت
متبسماً: الأعمار بيد الله، ولو أننا نخاف الموت لما فعلنا شيئا ولجلسنا
في بيوتنا إننا نتمنى أن نموت شهداء، فالشهادة هي عرسنا المنتظر، وعندما
يأتي هذا العرس سيكون عيداً لديننا وعقيدتنا.(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا
تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

يقول الشهيد سيد قطب معقباً على هذه الآية في ظلاله 3/1804:

"كيف يخافون
وكيف يحزنون، وهم على اتصال بالله لأنهم أولياؤه؟ وعلام يحزنون وممن
يخافون، والبشرى لهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة؟ إنه الوعد الحق الذي لا
يتبدل، إن أولياء الله الذي يتحدث عنهم السياق هم المؤمنون حق الإيمان،
المتقون حق التقوى، والإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، والعمل هو
تنفيذ ما أمر الله به واجتناب ما نهى الله عنه. هكذا يجب أن نفهم معنى
الولاية".

وأما
وصيتك لإخوانك المجاهدين فقلت: جهادنا متواصل إن شاء الله، والصبر سلاحنا
مع البذل والعطاء، لقد عاهدنا الله على هذا الطريق فإما الشهادة وإما
النصر والتمكين، (وَكَأَيِّنْ
مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا
أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا
وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).

لقد كان الشيخ ياسين في جهاده وأعماله هو فلسطين كلها فلتجتهد فلسطين بعد استشهاده أن تكون هي الشيخ ياسين .

اغتالته اليد الغادرة ولكنها لم تستطع ان تغتال افكاره ودعوته التي ستظل حية تنبض بها القلوب وتتوهج بها الأرواح والنفوس
لقد كان
رهانه الوحيد أن الأمة لا تموت و أن الملايين المسلمة التي يجمعها حب بيت
المقدس ممثلة في شعب فلسطين المجاهد ستحقق ما تخاذل عنه الحكام وأن حجرا
في يد طفل فلسطيني قادر على صنع المعجزات التي عجزت عن تحقيقها دبابات
الجيوش.لأن الأمر ليس أمر أحمد ياسين، وإنما هو أمر العقيدة التي كان ينطوي عليها صدر أحمد ياسين.

الشيخ ياسين في آخر مقابلة تلفزيونية معه :
"إننا طلاب شهادة . لسنا نحرص على هذه الحياة، هذه الحياة تافهة رخيصة، نحن نسعى إلى الحياة الأبدية"

والآن ((لاعذرلنا مادامت الروح تنبض ))ولكم فى الياسين القدوة الحسنة فلقد أتعب من جاء بعده


وأنتم يا يهود :

وأنتم يا حكام العرب :



لقدأسمعت لو ناديت حيا** ولكن لا حياة لمن تنادى

وأنتم يا إخواننا :

غفوتها ، انتشلوها من كبوتها، اصنعوا حياتها، وأعيدوا لها مجدها وعزها، وليكن شعاركم:


(( فلسطين من البحر إلى النهر ))


أحبتي في الله .......

مهما .. كتبتُ فلن تفي أحرفي المكسورة...ومهمــا بكينا .. .. فلن يعيد الدمع أرواحا مضت ..الشيخ أحمد ياسين .. رمـز ..للطهر .. للشجاعة .. للثبات .. الشيخ أحمد ياسين...........أكبر من أن أكتب عنه .. أو أبعثر أحرفي واشكوها له .

في
مثل هذا اليوم ارتج المكان بدوي انفجار هائل .. وتفتحت أبواب السماء ..
تسابقت الملائكة .. غردت الطيور الخضر .. و من كل حناجر غزة دوت التكبيرات
تودع الشيخ الشهيد..

في مثل هذا اليوم كنا ننتظر هدم المسجد الأقصى . نعم ننتظر وبكل أسى وأسف !!!!

استشهد الشيخ الجليل ،أما أنا وأنت مازلنا أحياء . فماذا نحن فاعلون؟؟؟!!!

هل سننتظر إلى أن يُهدم الأقصى ؟؟؟؟!!!!!