أشتاق يا أملي إلى لقياك
طال بي الهجر
أشتاقُ يا أملِي إلى لقياكِ
فمتى يكـونُ لقـاؤنا رُحماكِ
فالقلبُ في خفقاتهِ يشكو الجوى
مازلتُ أحيا في لهيبِ هواكِ
رحماكِ ساحرةَ العيونِ فسحرُها
يُسبي القلوبَ إلى جمالِ بهاكِ
ألهبتِ شعري نارهُ وأذبتهِ
شوقاً وعشقاً في بديع صباك
أشتاقُ يا نغمي إلى دفءِ الهوي
أشتاقُ دفئاً من عظيمِ سناكِ
رحماكِ رائعة َالمفاتنِ إنها
أنشودةٌ نشوى جُعِلْتُ فداكِ
فلقد عهدتُكِ في الهوى كغزالةٍ
مختالةٍ في حسنها الفتّاك
تمشينَ يا نور الضحى في نشوةٍ
فتغنّت الدنيا لسحرِ خُطاك
آهٍ..فما أحلاكِ من حوريةٍ
لولاكِ ما كان الهوى لولاكِ
آهٍ..فكمْ رَقَصَتْ زهورُ خميلتي
والطّيرُ كم في شدوهِ ناداك
آهٍ..فكيفَ حبيبتي غاب الشذا
والصبحُ مشتاقٌ لفيضِ شذاك
أهواكِ فاتنةً تغنّي في المدى
والموجُ يرقصُ من ندى ريّاك
هذي النوارسُ والبلابلُ غرّدت
أحلى أناشيدِ الهوى لضياك
سحرُ الأنوثةِ آيةٌ فتانةٌ
فصبا إليكِ القلبُ منذُ رآك
أشعلتِ نيرانَ الهوى بجوانحي
فإلى متى ستعذَّبين فتاك
الكحلُ في عينيكِ بوحُ صبابةٍ
والعشقُ نيرانٌ بدفءِ دماكِ
فلمَ البعادُ حبيبتي ولم الجفا
ولمَ الغيابُ وراءَ صمتِ دُجاكِ
هذا الصدودُ تدلّل فترفّقِي
وكفاكِ صدّاً للحبيبِ كفاكِ
قد صار جسمي في غرامكِ ناحلاً
فلكم سقاني الهجرُ مرَّ جفاكِ
أين الوصالُ فأنتِ سرُّ سعادتي
إن السّعادةَ في الهوى رؤياكِ
يا مهجتي كم كنتُ أشكو غربتي
ما عادَ لي وطنٌ سوى دنياك
سيظلُّ قلبي في هواك مغرّداً
ويذوبُ عشقاً في غرامِ هواكِ
آهٍ متى سيعودُ ليلُ غرامنا
طال النوى فمتى يكونُ لقاك
فالعمرُ لا يحلو بغيرِ حبيبةٍ
رغم البعادِ فلا أريدُ سواكِ
طارق أحمد شوقي