السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعرف ان الموضوع كبير ..لكن فيه فائدة اكبر
.
.
.

جميعنا تساءلنا في يوم من الأيام ..كيف خلق الكون ؟
وكيف بدأ كل شيء ؟ ولماذا خلقنا ؟

كان الله عز وجل ولم يكن معه شيء، وأول ما خلق سبحانه كان عرشه (نعم ! من منا كان يعرف ذلك!). قال الله تعالى“فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم”-سرة المؤمنين-ثم بعد دلك بمدة،خلق الله القلم،ثم أمره أن يكتب ..فسأل القلم: وماذا اكتب يا رب؟ فقال سبحانه : اكتب ما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة .قال تعالى : ” إنا كل شيء خلقناه بقدر “-سورة القمر 49- . وهكذا فإن كل شيء كتبه الله وحفظه في علم الغيب عنده :) .(وهو القضاء و القدر).
وبعد ذلك بخمسين ألف سنة (50000 سنة)،خلق الله سبحانه و تعالى السماوات و الارض .و خلق الجبال و البحار و الشمس و النجوم….الخ,في 6 ايام

وبعدها خلق الله سبحانه وتعالى مخلوقات الجن وجعلها في الأرض ، لكنهم أفسدوا فيها وسفكوا الدماء حتى أن الملائكة كانت تأتي وتعاقبهم أحيانا ! (قد تبدو لنا هذه المعلومات غريبة لكن هذا فقط بسبب قلة ثقافتنا وعلمنا بمثل هذه الأمور الضرورية :) ) .
ومن ثم ، شاء الله أن يخلق خلقا جديدا ليعبده . قال سبحانه : “وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة” فسألت الملائكة ” أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك “ فقال الله” اني أعلم ما لا تعلمون “-البقرة 30-.لقد ظنت الملائكة أن هذا الخلق الجديد سيكون مفسدا مثل الجن ولم تعلم أنه سيكون منهم الأنبياء والصالحون.(ألم تعرف بعد من هذا الخلق المكرم،الذي تساءلت عنه الملائكة ، والذي سيكون آخر من يستخلف على أرض الله سبحانه !) إنه أنت وأنا وكلنا نحن البشر ؛ فالحمد لله الذي فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا :D .

*كيف خلق أول إنسان على وجه الأرض “آدم -أبو البشر” :
خلق آدم يوم الجمعة من مزيج من التراب الأبيض والاسود والأحمروالأصفر،ثم بلل بالماء فصارطينا وظل على هذه الحال زمنا فصار طينا لازبا (اي لاصق و ثابت).ثم تغيرت رائحته فصار حمأ مسنونا (أي طين منتون الرائحة)،ثم بعد زمن صار كالفخارالأجوف وهذه هي مراحل خلق آدم .قال الله تعالى : ” ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين”-سورة المؤمنون 12-وقال أيضا جل في علاه:“وإذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون” -سورة الحجر28-.وظل آدم على هيئة الطين سنوات وكانت الملائكة تترقبه وهي تتوجس خيفة وهي تتساءل كيف سيكون بل إن إبليس نفسه كان يحسده ويتخوف منه .
إلى أن جاءت أعظم لحظة ،لحظة نفخ الروح!نفخ الله سبحانه وتعالى من روحه في آدم فبدأت تسري فيه الحياة أولا في رأسه فبدأ ينظر يمينا ويسارا فرأى الجنة ثم وصلت الروح إلىأنفآدم فعطس فقالت الملائكة يا آدم قل الحمد لله فقال:الحمد لله،فقال الله عز وجل: يرحمك ربك.ثم نزلت الروح إلى جوف آدم عليه السلام ، فاشتهى ثمار الجنة فإذا به يقفز ليأخذ من ثمار الجنة فكان من طبع آدم العجلة .
فلما اكتملت الروح في آدم عليه السلام وبدأ يمشي ، أمره الله تعالى أن يلقي السلام على الملائكة فردوا أن وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فقد استأنست الملائكة بوجود آدم . ثم مسح الله عز وجل على ظهر آدم فنزلت ذريته من آدم إلى آخر شخص على وجه الأرض !! سبحان الله …ثم خاطبنا الله عز وجل قائلا : الست بربكم ؟ فأجبنا بلى(نعم لا تستغرب انت و انا كنا هناك ايضا فكيف نخون العهد و نعصي رب العباد)، وهذه هي الفطرة التي فطرنا الله عليها . قال تعالى“وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين”- سورة الأعراف 172- . وبعد هذا سجد الملائكة لآدم تطبيقا لأمر الله تعالى ، إلا إبليس رفض السجود حسدا وكبرا . فطرده الله من الجنة ولعنه إلى يوم الدين.
فدعا إبليس الله سبحانه وتعالى أن يجعله يعيش حتى يوم البعث، وبدأ يتوعد أن يغوي البشر ليجرهم معه في النار..بدل أن يطلب المغفرة من ربه وذلك يبرهن شدة غبائه.وللشيطان ذرية هائلة من تبعته من الشياطين على الأرض جميعهم كرسوا أنفسهم لحرب آدم .
أما آدم عليه السلام أسكنه الله الجنة،يأكل من ثمارها ويشرب من أنهارها ويستظل بظلالها، إلا أنه أحس بالوحشة والوحدة في الجنة رغم كل النعيم الذي كان يعيش فيه.فنام نومة ، وعندما إستيقظ ،إذا به يرى إمرأة واقفة بجانبه فسألها:من أنت ؟؟ فأجابت: أنا إمرأة . فسألها:كيف أتيت ؟؟فأجابت:خلقني الله تعالى. فسألها : ولماذا ؟؟ فقالت : لتسكن إلي .
ثم سألت الملائكة آدم : ما اسمها؟(لأن الله علمه أسماء كل شيء) ، فأجاب آدم : انها حواء . فسألوا : ولماذا حواء ؟؟ فأجابهم : لأنها خلقت من شيء حي (ضلع آدم) . فتنعم آدم مع زوجته من كل شيء في الجنة ، إلا شجرة منعهما الله من الإقتراب منها.قال تعالى :“ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين”-سورة البقرة -36-.
وهنا جاء دور الشيطان الذي توعد بإغراء البشر، فبدأ يوسوس له، فكان كل مرة يأتيه بصورة مختلفة محاولا اغراءه بالاكل من الشجرة ، إلا أن آدم كان يرفض. إلى أن وسوس له ولحواء مرة بأنهما إن أكلا من الشجرة سيصبحان ملكين (بفتح اللام ) ، وإذا بحواء تأكل أول ثمرة من الشجرة وفعل آدم مثلها ، وما إن فعلا حتى بدت لهما سوءاتهما (عوراتهما) فهربا من بعضهما البعض وأخذا يقصفان أوراق الجنة ليغطيا ما انكشف (لأن البشر فطروا على الحياء ) . فبكى الإثنان من شدة الندم وبدآ باستغفار ربهما وطلب العفو ، فأعطاهما الله فرصة أخرى ثم أنزل كلا منهما وإبليس على الأرض وهكذا بدأت الحياة الدنيا .. .
أستغرآدم ربه فتاب الرحمنعليه ووعده أن يعيده للجنة إن كانت توبته صادقة. وهذا من رحمته سبحانه وتعالى ورأفته بعباده . ثم أنجب آدم وحواء ذرية وكان لهما منها ابنين قابيل وهابيل، وكانت سنة آدم في تكاثر ذريته أن تلد زوجته في كل حمل ذكرا وأنثى فيتزوج الذكر في الحمل أنثى من الحمل الآخر.وذات يوم إختلف قابيل وهابيل بسبب فتاة فأراد قابيل أن يتزوج بالفتاة التي هي من حق هابيل( أي أخته من حمل واحد ) . فحكم بينهما آدم أن يقربا قربانا إلى الله ومن يتقبل الله منه يتزوج الفتاة . فقدم قابيل(وكان مزارعا ) أرذأ وأسوأ سنبلة كقربان لله ، أما هابيل(وكان راعيا ) فقدم أسمن غنم عنده . (وكانت طريقة القربان بأن يضعا قربانهما على رأس الجبل ومن يتقبل الله منه، ينزل من السماء نارا فتحرق قربانه). فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من أخيه ، فحسده قابيل وهدده بالقتل( ولم تحدث هذه الجريمة على الأرض من قبل ) . وفي أحد الأيام تأخر هابيل عن رعي الغنم فأرسل آدم ابنه قابييل للبحث عنه ، فوجده نائما مستلقيا ، فاستغل الفرصة و وسوس له الشيطان فإذا به يقتل أخاه هابيل.ثم جلس يبكي نادما وهو يفكر أين سيخبيء الجثة ، فأرسل الله له غرابا دفن أمامه غرابا آخر فتعلم قابيل منه ودفن أخاه .
ثم بعد أن عاش آدم وذريته مئات السنين (والله أعلم) جاءت ساعة موته (فقامت الملائكة بتغسيله وتحنيطه …إلخ )، وقد أوصى ابنه شيث أن يكمل الرسالة ويبلغ الناس عبادة الله وحده . ثم جاء من بعدآدم عليه السلام” أبو البشر وأول نبي على وجه الأرض “ ، رسل وأنبياء ، صفحات الموقع لا تكفي لسرد قصصهم كلها . لذلك انصح بمشاهدة برنامج قصص الأنبياء من تقديم الدكتور” نبيل العوضي”وهو يحكي مفصلا وبطريقة شيقة عن قصصخير البشر .
*لماذا خلقنا الله و جعلنا في الارض؟؟
“وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون “سورة الذاريات -56-
وبالتالي فلقد خلقنا الله تعالى لعبادته وتعمير أرضه سبحانه والعبادة ليست محصورة في الصلاة والزكاة والصوم فقط بل العمل عبادة ومساعدة الناس عبادة وكل طاعة عبادة ومن رحمته سبحانه سخر لنا كل ما في الأرض كالحيوانات والنبات والبحار وكل شيء وجعل لنا في كل طاعة نقوم بها فرحة واطمئنانا يملأ النفس وهذا من أسرار الحياة السعيدة ..:D
فالحمد لله على كل شيء :D

جزاك الله خيرا