في رحاب المعرفة

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة

يرجى التكرم بتعريف نفسك إلينا بالدخول الى المنتدى اذا كنت عضوا

أو بالتسجيل معنا إن كنت ترغب بالإنضمام الى أسرة المنتدى

التسجيل سهل للغاية وذلك بخطوة واحدة

وتذكر أن باب نيل الإشراف مفتوح للجميع

لكل من يريد ذلك

شكرا

إدارة المنتدى
في رحاب المعرفة

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة

يرجى التكرم بتعريف نفسك إلينا بالدخول الى المنتدى اذا كنت عضوا

أو بالتسجيل معنا إن كنت ترغب بالإنضمام الى أسرة المنتدى

التسجيل سهل للغاية وذلك بخطوة واحدة

وتذكر أن باب نيل الإشراف مفتوح للجميع

لكل من يريد ذلك

شكرا

إدارة المنتدى
في رحاب المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدو 91
مدير المنتدى
مدير المنتدى
عبدو 91

الجنس : ذكر
المساهمات : 14281
العمر : 33
العمل/الترفيه : ماستر نقد أدبي
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 04/12/2008
مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم Vb10

مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم   مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 27 2010, 18:30

مواقف أبي بكر الصديق مع النبي صلى الله عليه وسلم




أخرج أبوداود والترمذي في سننهما (1) بالإسناد وهذا لفظ الترمذي

عن زيد بن أسلم عن أبيه قال

سمعت عمر بن الخطاب يقول:

"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك عندي مالا

فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما قال فجئت بنصف مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما

أبقيت لأهلك قلت مثله وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله

قلت والله لا أسبقه إلى شيء أبدا".

وأخرج البخاري في صحيحه (2) بسنده عن أبي قتادة قال

: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ

حُنَيْنٍ فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ
فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا رَجُلًا مِنْ
الْمُسْلِمِينَ فَضَرَبْتُهُ مِنْ

وَرَائِهِ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ بِالسَّيْفِ فَقَطَعْتُ الدِّرْعَ
وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ
ثُمَّ أَدْرَكَهُ

الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ مَا
بَالُ النَّاسِ قَالَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ رَجَعُوا
وَجَلَسَ النَّبِيُّ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ
عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ سَلَبُهُ فَقُلْتُ مَنْ يَشْهَدُ لِي ثُمَّ
جَلَسْتُ قَالَ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ فَقُمْتُ فَقُلْتُ مَنْ
يَشْهَدُ لِي ثُمَّ جَلَسْتُ قَالَ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

فَقُمْتُ فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ
رَجُلٌ صَدَقَ وَسَلَبُهُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنِّي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ
لَاهَا اللَّهِ إِذًا لَا

يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنْ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُعْطِيَكَ سَلَبَهُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ فَأَعْطِهِ فَأَعْطَانِيهِ فَابْتَعْتُ بِهِ
مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي
الْإِسْلَامِ"

قال ابن الجوزي في كتابه "صفة الصفوة "(3) معلقا:

( هكذا روى لنا في هذا الحديث أن أبا بكر

قال: لاها الله إذاً وقد ذكر أبو حاتم السجستاني فيما تلحن فيه العامة أنهم يقولون: لاها الله إذاً، والصواب:

لاها الله ذا، والمعنى لا والله لا أقسم به فأدخل اسم الله بين ها وذا، فعلى هذا يكون هذا من الرواة، لأنهم

كانوا يرون بالمعنى دون اللفظ.

وهذا الحديث يتضمن فتوى أبي بكر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وهي من المناقب التي انفرد بها.)انتهي.

وأخرج البخاري في صحيحه (4) بسنده عن سهل بن سعد قال

:"كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرٍو فَبَلَغَ ذَلِكَ

النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ
أَتَاهُمْ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ فَلَمَّا حَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ
فَأَذَّنَ بِلَالٌ وَأَقَامَ

وَأَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ فَشَقَّ النَّاسَ حَتَّى
قَامَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ

فَتَقَدَّمَ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ قَالَ وَصَفَّحَ الْقَوْمُ
وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ حَتَّى
يَفْرُغَ فَلَمَّا رَأَى

التَّصْفِيحَ لَا يُمْسَكُ عَلَيْهِ الْتَفَتَ فَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

بِيَدِهِ أَنْ امْضِهْ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ
هُنَيَّةً يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَشَى

الْقَهْقَرَى فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَلِكَ تَقَدَّمَ فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالنَّاسِ فَلَمَّا قَضَى

صَلَاتَهُ قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ
أَنْ لَا تَكُونَ مَضَيْتَ قَالَ لَمْ يَكُنْ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ
يَؤُمَّ النَّبِيَّ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِلْقَوْمِ إِذَا رَابَكُمْ
أَمْرٌ فَلْيُسَبِّحْ الرِّجَالُ وَلْيُصَفِّحْ النِّسَاءُ " .

وأخرج مسلم في صحيحه (5) بسنده عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ

:"لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ

بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ
بِالنَّاسِ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ
رَجُلٌ أَسِيفٌ وَإِنَّهُ

مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لَا يُسْمِعْ النَّاسَ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ
فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ قَالَتْ فَقُلْتُ
لِحَفْصَةَ قُولِي لَهُ

إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ وَإِنَّهُ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لَا
يُسْمِعْ النَّاسَ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ فَقَالَتْ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ
مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ قَالَتْ فَأَمَرُوا أَبَا
بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ

قَالَتْ فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ
رَجُلَيْنِ

وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ قَالَتْ فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ
سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُمْ مَكَانَكَ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ
قَالَتْ فَكَانَ

رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ
جَالِسًا وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمًا يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقْتَدِي النَّاسُ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ

حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ
مُسْهِرٍ ح و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عِيسَى
بْنُ

يُونُسَ كِلَاهُمَا عَنْ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ وَفِي
حَدِيثِهِمَا لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ

مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مُسْهِرٍ فَأُتِيَ
بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أُجْلِسَ
إِلَى جَنْبِهِ

وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ
وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُهُمْ التَّكْبِيرَ وَفِي حَدِيثِ عِيسَى فَجَلَسَ
رَسُولُ

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَبُو بَكْرٍ إِلَى جَنْبِهِ وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ".

قلت : وذكر ابن الجوزي آثاراً أخري في ترجمة أبي بكر الصديق في (صفة الصفوة) منها:

عن أسماء بنت أبي بكر قالت:

جاء الصريخ إلى أبي بكر، فقيل له:

أدرِك صاحبك. فخرج من عندنا وإنَّ له غدائر، فدخل المسجد وهو يقول:

ويلكم {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28]

قال: فلَهوا عن رسول الله وأقبلوا إلى أبي يكر، فرجع إلينا أبو بكر،

فجعل لا يمس شيئاً من غدائره إلا جاء معه، وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام.

وعن قيس، قال: اشترى أبو بكر رضي الله عنه بلالاً، وهو مدفون في الحجارة، بخمس أواقٍ ذهباً،

فقالوا: لو أبيت إلا أوقية لبعناك. قال: لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته.

عن أبي عمران الجوني قال قال أبو بكر الصديق لوددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن رواه أحمد.

وعن الحسن قال: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يا ليتني شجرة تعضد ثم تؤكل.

وعن زيد بن أرقم قال كان لأبي بكر الصديق مملوك يغل عليه فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة فقال له

المملوك ما لك كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة قال حملني على ذلك الجوع من أين جئت بهذا قال

مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني فلما أن كان اليوم مررت به فإذا عرس لهم فأعطوني فقال أف

لك كدت تهلكني فادخل يده في حلقه فجعل يتقيا وجعلت لا تخرج فقيل له إن هذا لا تخرج إلا بالماء فدعا بعس

من ماء فجعل يشرب ويتقيا حتى رمى بها فقيل له يرحمك الله كل هذا من أجل هذه اللقمة فقال لو لم تخرج إلا

مع نفسي لأخرجتها سمعت رسول الله.

صلى الله عليه وسلم يقول

"كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به" فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة.

قال (بن الجوزي )وقد أخرج البخاري في أفراده من حديث عائشة طرفاً من هذا الحديث.

وعن هشام عن محمد قال كان أغير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر.

وعن محمد بن سيرين قال لم يكن أحد أهيب لما يعلم بعد النبي. صلى الله عليه وسلم من أبي بكر.

وعن قيس قال رأيت أبا بكر أخذ بطرف لسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد.

وعن ابن مليكة قال كان ربما سقط الخطام من يد أبي بكر الصديق قال فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه

قال فقالوا له أفلا أمرتنا نناولكه؟

قال: إن حبي. صلى الله عليه وسلم أمرني أن لا أسال الناس شيئا رواه الإمام أحمد.






فضل التوحيد وأهميته - 1 -



[التوحيد يضعف الأحوال الشيطانية]


وبقوة التوحيد تضعف الأحوال الشيطانية من الإخبارات والتأثيرات. بل التوحيد
حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين، فلا يتمكن منه الشيطان، وإن
حاول إيذاءَه، وقد علم عدو الله أن الله تعالى لا يسلطه على أهل التوحيد
والإخلاص، قال:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}{إِلَّا
عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}ص82-83 . فاستثنى أهل الإخلاص.
{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى
رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99. فإن التوحيد يطرد الشيطان، ولهذا حمل
بعضهم في الهواء فقال لا إله إلا الله فسقط، وحيث ظهر الكفر والفسوق
والعصيان قويت هذه الأحوال الشيطانية.

[تفاضل الناس عند الله بالتوحيد]


وكل من كان أكملَ في توحيده كان أفضلَ عند الله، إذ الأعمال تتفاضل بتفاضل
ما في القلوب من التأله والمحبة والتذلل. إذ الكلمات والعبادات وإن اشتركت
في الصورة الظاهرة فإنها تتفاوت بحسب أحوال القلوب تفاوتا عظيما، فترى
الرجلين يُصليان وبينهما في الفضل كما بين السماء والأرض مع أن كليهما
مخلص، وذلك لما قام في قلب كل منهما من أنواع العبودية لله أثناء صلاته،
ولذا أدرك السلف أنهم لا يدركون فضل الصحابة لكمال توحيدهم رضي الله عنهم
كما قال الحسن: ((ما سبقنا أبو بكر بكثير صلاة ولا صيام، لكن بشيء وقر في
قلبه)).

[التوحيد يكفر الذنوب]


كما في حديث صاحب البطاقة الذي يؤتى يوم القيامة فوضعت سجلات أعماله في
إحدى كفتي الميزان، ووضعت البطاقة في الكفة الأخرى، فطاشت السجلات وثقلت
البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء، فهذا لمّا اقترن بهذه الكلمة من الصدق
والإخلاص والصفاء وحسن النية عظمت تلك الكلمة، فلم يبق معها شي من الذنوب،
ما ذاك إلا بتألهه لله لما قالها.
ومثل هذا الحديث الذي في حديث المرأة البغي التي سقت كلبا فغفر الله لها،
فهذا لما حصل في قلبها من إرادة وجه الله مع شدة الرحمة بالمخلوق إذ ذاك
فغُفر لها، فالتوحيد شعاع يبدد ظلمات المعاصي، فلو لم يكن من دراسة التوحيد
ومعرفة معانيه وتطلب مباحثه سوى هذا المطلب لكفى.

[التوحيد يفرج الكروب]


والتوحيد مفرجٌ للكرب، فهو كما يقول ابن القيم : (مفزع أعدائه وأوليائه
فأما أعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها، فإذا ركبوا في الفلك دعوا
الله مخلصين له الدين، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون، وأما أولياؤه
فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة وشدائدها، ولذلك فزع إليه يونس فنجاه
الله من تلك الظلمات، وفزع إليه أتباع الرسل فنجوا به مما عذب به المشركون
في الدنيا، وما أعد لهم في الآخرة، ولما فزع إليه فرعون عند معاينة الهلاك
وإدراك الغرق له لم ينفعه، لأن الإيمان عند المعاينة لا يُقبل. هذه سنة
الله في عباده، فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد، ولذلك كان دعاءُ الكرب
بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه
بالتوحيد، فلا يُلقي في الكرب العظام إلا الشرك، ولا ينجي منها إلا
التوحيد، فهو مَفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها، وبالله التوفيق.

[القرآن كله في التوحيد]


ولذا اهتم القرآن به حتى قال بعض العلماء: إن كل آية في القرآن الكريم
متضمنةٌ للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه. فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه
وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم.

[اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد وتعليمه للناس]


وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحقق التوحيد ويعلمه أمته، فهو منذ بعثته
إلى وفاته والتوحيد أعظمُ شأنه وأزكى أعماله، يدعو إليه ويعلمه أمته،
ويقاتل من أجله، فقال كما في المسند: (بعثت بالحنيفية السمحة) ويبعث به
رسله إلى الناس كما في بعث مُعاذ، ويراسل به الملوك، ويعلمه الوفود إذا
قدموا إليه حيث قال لوفد عبد قيس حيث قال لهم: (أتدرون ما الإيمان بالله
وحده) الحديث، ويبايع على التوحيد كما في حديث جرير في البخاري: (بايعت
رسول الله على شهادة أن ...الحديث) ورُبي المسلمون على التوحيد فهذا الأذان
والصلاة فيها من كلمات التوحيد من الفاتحة إلى التشهد ما الله به عليم.
وفي صباحه ومسائه التوحيد ملازم له كما في سيد الاستغفار: (اللهم أنت ربي
لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت...) ففيه
من معاني التوحيد ما لا يحصيه إلا الله، كما أفرد في شرحه ابن تيمية، ولا
يغفل عن معاني توحيد هذا الذكر إلا من أغفل الله قلبه.


وإذا أوى إلى فراشه فالتوحيد على لسانه، فيقرأ آية الكرسي ويدعو كما في
حديث البراء حيث علمه إياه: ( قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ
وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً
وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ
اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي
أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ) متفق
عليه أي التوحيد، فهذا الدعاء يقطر توحيدا واستسلاماً، ثم إذا انتبه من
نومه بدأ بالتوحيد ويبدأ صلاته النهارية بالتوحيد، ويختمها بالتوحيد فإنه
يقرأ في ركعتي الفجر بـ: قل يا أيها الكافرون والإخلاص....الخ
وبين لهم أمر التوحيد للصغير والكبير، فها هو يعلم ابن عباس وهو غلام أصول
العقيدة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم لو أن
الأمة...الخ
وعلم الجارية حيث قال لها أين الله فقالت: في السماء،
ورغبهم في معرفة أسماء الله والعمل بمقتضاها فقال: (لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحدا لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة)
وحذرهم من الشرك بل وسد ذرائعه حتى قال له رجل: ما شاء الله وشئت فقال: (أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده)
وقال: (لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن ما شاء الله ثم شاء محمد)
ونهى عن الحلف بغير الله فقال: (من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت).
وقال: (لعن الله من ذبح لغير الله)
وقال: ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))
وقال: (والله لقد قلتم كما قال أصحاب موسى لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) إلى آخر التعليمات فإنها لا تكاد تحصى.

[التوحيد سبب كل خير في الدنيا]


فبالجملة كما قال ابن تيمية: (ومن تدبر أحوال العالم وجد كلَّ صلاح في
الأرض سببه توحيدُ الله وعبادتُه وطاعةُ رسوله، وكلَّ شرٍ في العالم وفتنة
وبلاء وقحط وتسليطِ عدو وغيرِ ذلك سببه مخالفة الرسول، والدعوة إلى غير
الله، ومن تدبر هذا حق التدبر وجد هذا الأمر كذلك في خاصة نفسه وفي غيره
عموما وخصوصا، ولا حول ولا قوة إلا بالله).


فإذا تقرر فضل التوحيد وأهميته, وأن هدي الأنبياء دعوة جميع الناس إلى
التوحيد بداية ونهاية وتعاهدهم عليه فعجبٌ بعد ذلك لمن يتسمى بالداعية ولا
يدعو إلى التوحيد وبدعوة تعني بالإصلاح ولا تلقي بالاً بالتوحيد، وفقد خرجت
دعوات جديدة تنكَّبت منهاج النبوة، ففي القرن الأخير ظهرت طوائف لم تبن
دعوتها على بصيرة من كتاب الله، ولا قدوة من سنة نبيه، وخالفوا منهاج
النبوة في الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك والبدع والخرافات من دعاء غير
الله، فطائفة استبدلتها بالسياسة، بل عرفوا شهادة التوحيد بمعنى (لا حاكم
إلا الله) وطائفة أخرى استبدلتها بالسياحة في الأرض وتزكية النفوس، زعموا
وعرفوا شهادة التوحيد (بلا خالق إلا الله) فخرجوا بذلك عن الجماعة والولاية
وعن منهاج النبوة في أهم وأخص وظائف النبوة والرسالة وهي(الدعوة إلى الله)
انظر المقالات لسعد الحصين)


بل تجد أحدهم يستهين بأمر التوحيد فيقول: (يمكن أن تعلمه في عشر دقائق)
والآخر يقول: (لا نحتاج إلى التوحيد لأن الأمة كلها على ذلك) وهذا هو
مبلغهم من العلم ولو علموا حقيقة ما يقرؤن من القرآن لما قالوا ذلك، مع إن
بعض من يقول ذلك ولد بين أوثان المقامات والمزارات، فلم يفرق بين الشرك
والتوحيد من صغره إلى أن شب، فضلا أن الشرك الأصغر لا يكاد يسلم منه أحد
إلا القليل. قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ
وَهُم مُّشْرِكُونَ } يوسف106.


وتجدهم مع جهلهم يستخفون بمن يدعو إلى التوحيد، قال ابن تيمية: (والضالون
مستخفون بتوحيد الله تعالى دعاء غيره من الأموات، وإذا أمروا بالتوحيد
ونهوا عن الشرك استخفوا به كما قال تعالى:{وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ
كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ
آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ } الأنبياء36،
فاستهزؤا بالرسول لما نهاهم عن الشرك، وما زال المشركون يسبون الأنبياء
ويصفونهم بالسفاهة والضلال والجنون إذا دعوهم إلى التوحيد لما في أنفسهم من
عظيم الشرك، وهكذا تجد من فيه شبه منهم إذا رأى من يدعو إلى التوحيد
استهزأ بذلك لما عنده من الشرك).


ومثل هؤلاء لهم نصيب من قوله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ
مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ}
{الَّذِين َ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }
فصلت 6-7
قال ابن القيم: قال أكثر المفسرين من السلف ومن بعدهم: هي التوحيد: شهادة
أن لا إله إلا الله والإيمان الذي به يزكو القلب، فإنه يتضمن نفي إلهية ما
سوى الحق من القلب، وذلك طهارته وإثبات إلهيته سبحانه، وهو أصل كل زكاة
ونماء.
فأسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يعفو عنا وعن تقصيرنا، وأن يصلح أحوالنا
وأحوال المسلمين، وأن يرزقنا ويرزق المسلمين شهادة التوحيد قبل الموت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com
الحبيب غريسي
عضو مـلــكــي
عضو مـلــكــي
الحبيب غريسي

الجنس : ذكر
المساهمات : 10498
العمر : 42
العمل/الترفيه : معلم
المزاج : كن جميلا ترى الوجود جميلا
تاريخ التسجيل : 18/09/2009
مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم Ouuoou10

مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم   مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 28 2010, 02:06

نعم لقد كان نعم الصديق و الصاحب

الف الف شكر أخي عبدو

واصل تالقك و إبداعك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com/forum.htm
ilyes
مدير المنتدى
مدير المنتدى
ilyes

الجنس : ذكر
المساهمات : 28233
العمر : 34
العمل/الترفيه : ليسانس تربية بدنية ورياضية
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم Ouooo-10

مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم   مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 28 2010, 10:44

صاحب رسول الله وصديق الامة
جزاك الله خيرا اخ عبدو وجعله في ميزان حسناتك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com
عبدو 91
مدير المنتدى
مدير المنتدى
عبدو 91

الجنس : ذكر
المساهمات : 14281
العمر : 33
العمل/الترفيه : ماستر نقد أدبي
المزاج : الحمد لله
تاريخ التسجيل : 04/12/2008
مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم Vb10

مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم   مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 28 2010, 11:39

شكرا على الرد والمرور الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rihab.yoo7.com
 

مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
في رحاب المعرفة :: الاسلامي :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: