الجنس،المال،الأولاد والعشرة الطيبة ... حلم السعادة تحققه أعمدة أربعة

إذا انتهي العسل سريعاً ولم يبق من الزواج سوي لدغ النحل ،
فاعلم أن حياتك الزوجية تهدها بعض المخاطر وعليك من الآن التحقق من الاسباب بتفقد "مربع الاستقرار" الذي عن طريقه يمكنك معرفة إذا ما كنت زوج سعيد أو كنتِ زوجة مميزة وقرة عين زوجك ،
أم أنك تقع وسط متاهة مربع النكد الزوجي الشهير ،
فهذا الحال ينطبق على كثير من المتزوجين الأمر الذي يؤدي إلى اتخاذ أخطر قرار ممكن أن يتخد ويدفع ثمنة الأولاد وهو الطلاق .
فقبل أن تتحقق الكارثة تحقق من تصدع أحد هذه الأعمدة التى تسبب المشكلات الزوجية ،
المال ،
المعاشرة بالمعروف ،
العلاقة الجنسية والأولاد .
هذا ما أشارت إليه د.عبلة الكحلاوي أستاذة الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر مؤكدة أن معظم المتزوجين إذا تصدعت أحد أعمدة المربع الأربع يشكون من النكد وأطلقت عليه مربع النكد الزوجي الذي عن طريقه تتغير العلاقة الزوجية للأفضل أو الأسوأ.
تقول د. عبلة :
الاختلاف بين أي زوجين شئ طبيعي نتيجة لاختلاف البيئة وطريقة التربية فكل منهم لديه ثقافة مختلفة عن الآخر ،
ومن هنا تأتي فائدة فترة الخطوبة التى يتم من خلالها التفاهم على بعض الأشياء الهامة،
وفي حالة عدم اتضاحها يجب الاتفاق عليها بالحسنى فى سنة أولي زواج.

قيمة المال

وعن أهمية المال ودوره فى الخلافات تشير د. عبلة إلى أنه أصبح الآن عصب الحياة نتيجة لصعوبة المعيشة ،
وعلى الزوج أن يعلم أن الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا .
وهذا يعني أنه عليه النفقة ،
ومن ناحية أخري على الزوجة ألا تكون مسرفة فى هذا المال وخاصة مع التغيرات التى تحدث سريعاً فى حياتنا وتفاقم الأزمات العالمية باستمرار ،
فمن المفروض أن يكون لدينا درجة كبيرة من الوعي ونتعلم ثقافة جديدة تقوم على التنازل وخاصة ونحن نملك الاختيار حتى لا نتعرض للأخطر والأخطر .
فمن البداية يجب أن تتعود الزوجة على المحافظة على مال الزوج بعيداً عن الإسراف بفهم قيمة المال ،
ويقينها بأن هذا الدخل نتاج جهد وعرق وشباب وصحة زوجها وخاصة إذا كانت ربة منزل ،
وفي حال ضيق اليد من الممكن أن نتعلم ثقافة الاستغناء بمعنى التفكير فى البدائل عند عدم توافر بعض الأشياء الأساسية الثقافة التى اعتمدت عليها بعض الشعوب فى بعض الوقت ،
وعلى الزوج ألا يكون مقطر على زوجته لأن هذا التصرف يسبب المشاكل ،
فهناك فرق بين "التقطير الشخصي" الذي يؤلم الزوجة عندما يحرمها عمداً من شئ ما وهو قادر و"التقطير الأسري" أو "الادخار" ولكن يجب أن يكون الادخار باتفاق بين الزوجين.

ذمة الزوجة المالية

أما فى حالة عمل المرأة أو ميراثها فتؤكد د. عبلة على الأزواج بالابتعاد تماماً عن ذمة الزوجة المالية ،
فتجنب أن تقول لها عند مطالبتك بشئ "أين ميراثك" ،
فهناك كلمة لأحد الفقهاء قال فيها :
"من جاء ليتزوج امرأة وسأل عن مالها فلا تزوجوه فإنه لص" فعلى كل زوج أن يعلم أن للمرأة ذمة مالية منفصلة ،
فإذا كانت تعمل من الممكن أن تساهم فى بيتها كدخل إضافي بالتفاهم مع الزوج على ذلك وخاصة إذا كان ذلك يحسن من حال الأسرة ،
ولكن لا يطالبها أو يجبرها على ذلك ،
ولا يجوز أن يخير الزوج زوجته بين ترك العمل أو الإنفاق على المنزل ،
ومن الأفضل أن يتم الاتفاق على هذه الأمور فترة الخطوبة.
أما في حالة شعور المرأة بالريبة فى أن ينقض عهده معها ،
فمن الممكن أن تضع بعض الشروط فى عقد الزواج كضمان لحقها ،
ولكن من الأفضل أن يأتي أي قرار بين الزوجين بالتفاهم ،
ولا ننسي الآية التى تقول "ولا تنسوا الفضل بينكم" لأن المرأة المسلمة الصالحة لا يمكن أن تتدخر جهد عن زوجها إذا احتاجه ،
لكن يجب أن يتم ذلك برضا منها ،
لأن الأسرة المسلمة يجب أن تتمتع بقدر من التسامح .

عاشروهن بالمعروف

أما الأولاد أصبحوا الآن نتيجة التربية التى تعتمد على دور الأبوين وقيامهم بكل شئ ،
أصبح لديهم نوع من الاتكالية الأمر الذي يفرز أجيال لا تتحمل المسؤولية ،
ويخرج للمجتمع أزوج تفتقد معنى سامي وهو "الحس الراقي بالآخر" ،
ومن الطبيعي فى هذه الحالة أن نري أزواج تتعامل مع أزواجهم بطريقة سيئة وغير لائقة ولا يستشعرون بالمسئولية مجرد أن يدخل فى معترك الحياة،
فمنهم من ينظر للزوجة بطريقة دونية لأنه فهم القوامة فهماً مغلوطاً وتصور أن القوامة استبداد بالرأي وتسلط أو تهاون برأيها ،
كل ذلك يؤثر على جمال العشرة ويخرب أجمل ما فى هذه الحياة.
ومن حسن العشرة التى يجب أن يفهمها الزوج أن لا يهين الزوجة أو يجرحها ولا يذكر أهلها بسوء أو يتطاول عليها بفحش الكلام ،
ولا يجرحها بأمر ليس لها به ذنب أو يعايرها بشئ خلقي فيها ،
وخاصة إذا كانت سمينة ولا يحاول أن يثير غيرتها ويجب أن يراعي مشاعرها الحساسة ،
أيضاً يجب أن يأخذ بيدها وخاصة إذا كان الزوج يتمتع بثقافة عالية ليرتقي بها ،
ويحرص على إلقاء التحية عليها بعد عودته من العمل ،
ولا يأتى من السفر فجأة دون علم منها ،
لتستطيع الزوجة أن تستعد للقائه وتعد البيت من أجله ،
كل هذه الصفات وصي بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال :
" يا بنى إذا دخلت على أهلك فسلم ،
يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك"،
كما وضح لنا كيف تكون العلاقة راقية فى العلاقة الزوجية حين قال :
" لقمة تضعها فى فم زوجتك صدقة ".

تجمل لزوجتك

وكما تحرص الزوجة على ألا تقع عين زوجها على قبيح وأن تتفقد موضع أنفه وعينه ،
فى المقابل على الزوج أن يهتم بنظافته الشخصية وأن يتجمل في نظر زوجته ،
فكان ابن عباس يقول "إنى أحب أن اتزين لامرأتي كما أحب أن تتزين لي" ،
وقال رسول الله تعالي :
"تصنعوا لنسائكم".
كانت امرأة تقول شعراً تشكو فيه زوجها ورائحته وتقول:

فمنهن من تسقى بعذب مبرد .. نقاخ فتلكم عند ذلك قرتِ
ومنهن من تسقى بأخضر آجن .. أجاج ولولا خشية الله فرتِ
فسمعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
فأرسل لزوجها فوجده متغير رائحة الفم فنصحه بأن يغير من حاله أو يطلقها فطلقها .

عبارات جارحة

وتضيف د. عبلة الكحلاوي :
مطلوب من الزوجة أن تحسن الحديث بتفادي العبارات الموجعة التى تسبب له نوع من الحساسية لأنها تؤثر على الزوج ولا ينساها ابداً ،
وأن تكون وفية لزوجها وأن تتقي الله فيه ،
وتعرف ما يسعد زوجها لتكون الجنة التى يلقي على أعتابها متاعبه وتبقي بجانبه ،
تعرف متى تتكلم ومتى تصمت حتى لا يمل منها ،
وتغير من نفسها فى مظهرها ولبسها.

ولإطفاء لهيب المشكلات يجب أن ندير الدفة بدون خسارة لأي من الطرفين ببعض الحلول البسيطة منها :

أولاً :
لا يجب أن نبحث عن الصلح بمجرد نشوب الخلاف بل يجب الانتظار إلى أن تهدأ الأمور.

ثانياً :
لا يصح أن يدخل طرف ثالث لحل الخلافات بين الزوجين حتى لو كان من أقرب الناس إليهما.

ثالثاً :
تجنب العبارات الجارحة التى تبقي فى الذاكرة ولا تنسي.

رابعاً :
لاداعي لتضخيم الخلاف ،
لأنه قد يكون سوء تفاهم لا يصل لمرحلة المشاكل.

خامساً :
لا يجب أن ينام الزوجين على خلاف يقول عليه الصلاة والسلام :
"خيركم من بدأ بالسلام" كما قال "خيركم خيركم لأهله ،
وأنا خيركم لأهلي" .

فمن يبدأ بالصلح ويعترف بخطأه فهذا التصرف ليس به عيبا ،
وعلى الطرف الآخر أن يقدر ذلك ولا يتخذها وسيلة لمعايرة الآخر بهذا ،
مع مراعاة طبيعة الطرف الآخر إن كان عاطفياً أو منطوياً أو عقلانياً كل هذه الأمور يجب أن تقدر من الطرفين لفهم مفتاح شريك الحياة.
سادساً :
لا يصح أن تقول الزوجة "أن الزواج ليس به كرامة" بل تؤكد د. عبلة أن الزواج ما هو إلا كرامة بل الأفضل ألا نضع أنفسنا فى مواقف مهينة بتجنب المزاح بالضرب أو الكلمات النائية لأنها تهين الكرامة وتسبب المشاكل بين الزوجين.

سادساً :
عند المبادرة بالمصالحة يجب أن نبدأ بنقاط الالتقاء على سبيل المثال تقول الزوجة فى بداية الحديث ("أنت رجل طيب" ،
"لم أري معك أي تصرف غير لائق"،
"أنت تتمتع بشخصية مهذبة" ..
لكنى أعتب عليك فى كذا وكذا ..) وبهذه البداية الإيجابية تكون الزوجة أو الزوج نجح فى إيجاد نقطة تجمع بينهما ولا تفرق.

سابعاً :
أما العلاقة الجنسية فهي أحد دعائم نجاح الحياة الزوجية ،
وعلى الزوج ألا يتهاون فى إشباع زوجته والعكس صحيح لتكون العلاقة سامية بين الزوجين لأنها تكون أحياناً سبب مباشر أو غير مباشر لاشتعال الخلافات الزوجية .
وتختم د. عبلة الكحلاوي حديثها ناصحة :
" ارضي بشريك حياتك كما هو وتجنب عقد المقارنات بينه وبين الآخرين وذكرت بيت شعر جميل :
خذ من الحبيب ما وفي .. ودع الذي فيه كدر
خذ من الحبيب ما صفي .. ودع الذي فيه كدر
العمر أقصر من معاتبة الحبيب على الغيار

بارك الله فيك موضوع قمة واصل

شكرا سيادة المدير على الموضوع

جزاك الله كل خير سيدي المدير

بارك الله فيك

شكرا على الموضوع

شكرا جزيلا لك

تشكر على الموضوع الرائع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]